{ فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق } جواب المقدر والفاء فصيحة أي إن ارتاب مرتاب في كل نفس من الأنفس عليها رقيب فلينظر إلخ .
قال الإمام قوله { فلينظر الإنسان } بمنزلة الدليل على الدعوى المقسم عليها زيادة في التأكيد ووجه ذلك أن الماء الدافق من المائع الذي لا تصوير فيه ولا تقدير للآلات التي يظهر فيها عمل الحياة كالأعضاء ونحوها ، ثم إن هذا السائل ينشأ خلقا كاملا كالإنسان مملوءا بالحياة والعقل والإدراك قادرا على القيام بخلافته في الأرض فهذا التصوير والتقدير وإنشاء الأعضاء والآلات البدنية وإبداع كل عضو من القوة ما به يتمكن من تأدية عمله في البدن ، ثم منح قوة الإدراك والعقل كل هذا لا يمكن أن يكون بدون حافظ يراقب ذلك كله ويدبره ، وهو الله جل شأنه ويجوز أن يكون قوله { فلينظر الإنسان مم خلق } من قبيل التفريع على ما ثبت في القضية الأولى ، كأنه يقول فإذا عرفت أن كل نفس عليها رقيب فمن الواجب على الإنسان أن لا يهمل نفسه وأن يتفكر في خلقه وكيف كان ابتداء نشئه ليصل بذلك إلى أن الذي أنشأه أول مرة ، قادر على أن يعيده فيأخذ نفسه بصالح الأعمال والأخلاق ويعدل بها عن سبل الشر فإن عين الرقيب لا تغفل عنها في حال من الأحوال انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.