في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

57

وحين يبلغ السياق إلى هذا الحد من عرض هذه الحقائق والأسرار ، الناطقة بدلائل الإيمان . الميسرة للقلوب والأذهان . يلتفت إلى الحقيقة التي تنتهي إليها هذه الحقائق . حقيقة وجود الله وعظمته وربوبيته . وهي حقيقة تواجه الفطرة مواجهة ذات قوة وسلطان . فيهيب بالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أن يحيي هذه الحقيقة ويؤدي حقها ؛ ويلمس القلوب بها في حينها :

( فسبح باسم ربك العظيم ) . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

{ فسبح باسم ربك العظيم } أي وإذ قد علمت ما عدد من بدائع الصنعة وجلائل النعم ، فدم على التسبيح بذكر اسم ربك ، أو بذكر ربك العظيم ؛ منزها له تعالى عما يقول الجاحدون لوحدانيته وقدرته ، الكافرون بنعمه مع عظمها وكثرتها . أو شاكرا له على تلك النعم . أو متعجبا من غمط هؤلاء الكفار لها مع جلالة قدرها . وأقبل على إنذارهم بالقرآن والاحتجاج عليهم به ؛ فأقسم إنه لقرآن كريم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

فسبّح باسم ربك العظيم أيها الرسول ، على هذه النعم الجليلة التي لا تُعد

ولا تحصى .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

شرح الكلمات :

{ فسبح باسم ربك العظيم } : أي نزه اسم ربك عما لا يليق به كذكره بغير احترام ولا تعظيم أو الاسم صلة والتقدير نزه ربك عن الشريك ومن ذلك قولك سبحان ربي العظيم .

المعنى :

وقوله تعالى { فسبح باسم ربك العظيم } بعد إقامة الحجة على منكري البعث بالأدلة العقلية أمر تعالى رسوله أن سبح ربه أن ينزهه عن اللعب والعبث اللازم لخلق الحياة الدنيا على هذا النظام الدقيق ثم إفنائها ولا شيء وراء ذلك . إذ البعث والحياة الآخرة هي الغاية من هذه الحياة الدنيا فالناس يعملون ليحاسبوا ويجزوا فلا بد من حياة أكمل وأتم من هذه الحياة يتم فيها الجزاء وقد بينها تعالى وفصلها في كتبه وعلى ألسنة رسله ، وضرب لها الأمثال فلا ينكرها إلا سفيه هالك .

الهداية

من الهداية :

- وجوب تسبيح الله وتنزيهه عما لا يليق بجلاله وكماله من العبث والشريك .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } أي : نزه ربك العظيم ، كامل الأسماء والصفات ، كثير الإحسان والخيرات ، واحمده بقلبك ولسانك ، وجوارحك ، لأنه أهل لذلك ، وهو المستحق لأن يشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى ، ويطاع فلا يعصى .

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فسبح يا محمد بذكر ربك العظيم، وتسميته.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم أمر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) والمراد به جميع المكلفين بأن "فسبح بحمد ربك العظيم " أي نزه الله تعالى عما لا يليق به، وأدعه باسمه العظيم...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

...كأنه أرشده إلى الاشتغال بتنزيه الرب وتسبيحه وتقديسه حين لزم الكفار الحجة...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

و {العظيم} صفة للمضاف أو للمضاف إليه. والمعنى: أنه لما ذكر ما دل على قدرته وإنعامه على عباده قال: فأحدث التسبيح وهو أن يقول: سبحان الله، إمّا تنزيهاً له عما يقول الظالمون الذين يجحدون وحدانيته ويكفرون نعمته، وإما تعجباً من أمرهم في غمط آلائه وأياديه الظاهرة، وإما شكراً لله على النعم التي عدّها ونبه عليها.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

التسبيح: التنزيه عما لا يليق به فما فائدة ذكر الاسم ولم يقل: فسبح بربك العظيم؟ فنقول الجواب عنه من وجهين؛

(أحدهما) هو المشهور وهو أن الاسم مقحم، وعلى هذا الجواب فنقول: فيه فائدة زيادة التعظيم، لأن من عظم عظيما وبالغ في تعظيمه لم يذكر اسمه إلا وعظمه، فلا يذكر اسمه في موضع وضيع ولا على وجه الاتفاق كيفما اتفق، وذلك لأن من يعظم شخصا عند حضوره ربما لا يعظمه عند غيبته فيذكره باسم علمه، فإن كان بمحضر منه لا يقول ذلك، فإذا عظم عنده لا يذكره في حضوره وغيبته إلا بأوصاف العظمة... أن يكون المراد بذكر ربك، أي إذا قلت: وتولوا، فسبح ربك بذكر اسمه بين قومك واشتغل بالتبليغ، والمعنى اذكره باللسان والقلب وبين وصفه لهم وإن لم يقبلوا فإنك مقبل على شغلك الذي هو التبليغ، ولو قال: فسبح ربك، ما أفاد الذكر لهم، وكان ينبئ عن التسبيح بالقلب، ولما قال: فسبح باسم ربك، والاسم هو الذي يذكر لفظا دل على أنه مأمور بالذكر اللساني وليس له أن يقتصر على الذكر القلبي ويحتمل أن يقال: (فسبح) مبتدئا باسم ربك العظيم فلا تكون الباء زائدة.

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

ووصف تعالى نفسه بالعظيم، إذ من هذه أفعاله تدل على عظمته وكبريائه وانفراده بالخلق والإنشاء...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فسبح} أي أوقع التنزيه العظيم عن كل شائبة نقص من ترك البعث وغيره ولا سيما بعد بلوغ هذه الأدلة إلى حد المحسوس تسبيح متعجب من آثار قدرته الدالة على تناهي عظمته وتسبيح شكر له وتعظيم له وإكبار وتنزيه عما يقول الجاحدون وتعجيب منهم مقتدياً بجميع ما في السماوات...ولما كان تعظيم الاسم أقعد في تعظيم المسمى قال: {باسم} أي متلبساً بذكر اسم {ربك} أي المحسن بعد التربية إليك بهذا البيان الأعظم بما خصك به مما لم يعطه أحداً غيرك، وأثبتوا ألف الوصل هنا لأنه لم يكثر دوره كثرته في البسملة منها وحذفوه منها لكثرة دورها وهم شأنهم الإيجاز وتقليل الكثير إذا عرف معناه، وهذا معروف لا يجهل، وإثبات ما أثبت من أشكاله مما لا يكثر دليل على الحذف منه، وكذا لا تحذف الألف مع غير الباء في اسم الله ولا مع الباء في غير الجلالة من الأسماء لما تقدم من العلة. ولما كان المقام للتعظيم قال: {العظيم} الذي ملأ الأكوان كلها عظمة، فلا شيء منها إلا وهو مملوء بعظمته تنزهاً عن أن تلحقه شائبة نقص أو يفوته شيء من كمال...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وهذا الأمر شامل للمسلمين بقرينة أن القرآن متلوّ لهم وأن ما تفرع الأمر عليه لا يختص علمه بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما أُمر بالتسبيح لأجله فكذلك من عَلمه من المسلمين. والمعنى: إذ علمتم ما أنزلنا من الدلائل وتذكرتم ما في ذلك من النعم فنزهوا الله وعظّموه بقُصارى ما تستطيعون. و {العظيم} صَالح لأن يجعل وصفاً ل {ربك}، وهو عظيم بمعنى ثبوت جميع الكمال له وهذا مجاز شائع ملحق بالحقيقة؛ وصالح لأن يكون وصفاً ل {اسم} والاسم عظيم عظمة مجازية ليُمْنه ولعظمة المسمّى به.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

" فسبح باسم ربك العظيم " أي فنزه الله عما أضافه إليه المشركون من الأنداد ، والعجز عن البعث .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

ولما دل سبحانه{[62220]} في هذه الآيات على عجائب القدرة وغرائب الصنع ، فبدأ بالزرع وختم بالنار والشجر ، وأوجب ما نبه عليه من التذكر لأمرها والتبصر في شأنها أنها{[62221]} من أسباب ما قبلها ، وأنه سبب لها لكونه سبباً لها لإثبات ما هي له ، وكان مجموع ذلك إشارة إلى {[62222]}العناصر الأربعة ، قال ابن برجان : إلاّ أن الماء والأرض لخلق الأركان ، والأخلاق والصفات للهواء والنار ، وكان ذلك من جميع وجوهه أمراً باهراً ، أشار إلى زيادة عظمته بالأمر بالتنزيه مسبباً عما أفاد ذلك ، فقال معرضاً عمن قد يلم به الإنكار مقبلاً على أشرف خلقه إشارة إلى أنه لا يفهم هذا المقام حق فهمه سواه ولا يعمل به حق عمله غيره{[62223]} : { فسبح } أي أوقع التنزيه العظيم عن كل شائبة نقص من ترك البعث وغيره ولا سيما بعد بلوغ هذه الأدلة إلى حد المحسوس تسبيح متعجب من آثار قدرته الدالة على تناهي عظمته وتسبيح شكر له وتعظيم له وإكبار وتنزيه عما يقول الجاحدون وتعجيب منهم مقتدياً بجميع ما في السماوات والأرض ، ومن أعجب ذلك أنه سخر لنا في هذه الدار جهنم ، قال ابن برجان : جعل منها بحرارة الشمس جنات وثمرات وفواكه وزروع{[62224]} ومعايش .

ولما كان تعظيم الاسم أقعد{[62225]} في تعظيم المسمى قال : { باسم } أي متلبساً بذكر اسم { ربك } أي المحسن بعد التربية إليك بهذا البيان الأعظم بما خصك به مما لم يعطه أحداً غيرك ، وأثبتوا ألف الوصل هنا لأنه لم يكثر دوره كثرته في البسملة منها وحذفوه منها لكثرة دورها وهم{[62226]} شأنهم الإيجاز وتقليل الكثير إذا عرف معناه ، وهذا معروف لا يجهل ، وإثبات ما أثبت من أشكاله مما لا يكثر دليل على الحذف منه ، وكذا لا تحذف الألف مع غير الباء في اسم الله ولا مع الباء في غير الجلالة من الأسماء لما تقدم من العلة .

ولما كان المقام للتعظيم قال : { العظيم * } الذي ملأ الأكوان كلها عظمة ، فلا شيء منها إلا وهو مملوء بعظمته تنزهاً عن أن تلحقه شائبة نقص أو يفوته شيء من كمال ، قال القشيري : وهذه الآيات التي عددها سبحانه تمهيد لسلوك طريق الاستدلال وكما في الخبر " تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة " هذه الفكرة التي نبه الله عليها .

ولما كان من العظمة الباهرة{[62227]} ما ظهر في هذه السورة من أفانين الإنعام في الدارين ، وبدأ بنعمة الآخرة لكونها النتيجة ، ثم دل عليها بإنعامه في الدنيا فكان تذكيراً بالنعم لتشكر ، ودلالة على النتيجة لتذكر ، وفي كل حالة تستحضر فلا تكفر ، فوصلت الدلالة إلى حد هو أوضح من المحسوس وأضوأ من المشموس ، وكان مع هذه الأمور الجليلة في مظهر أعجز الخلائق على أن يأتوا بمثله من كل وجه ، أما{[62228]} من جهة الجواب عن {[62229]}تشبههم وتعنتهم فلكونه يطابق ذلك مطابقة لا يمكن أن يكون شيء مثلها{[62230]} ، ويزيد على ذلك بما شاء الله من المعارف من غير أن يدع لبساً ، وأما{[62231]} من جهة المفردات فلكونها النهاية في جلالة الألفاظ ورشاقة الحروف وجمع المعاني ، فيفيد ذلك أنه{[62232]} لا تقوم كلمة أخرى مقام كلمة منه أصلاً ، وأما من جهة التركيب فلكون كل كلمة{[62233]} منها أحق في مواضعها بحيث إنه لو قدم شيء منها أو أخر لاختل المعنى المراد في ذلك السياق بحسب ذلك المقام ، وأما من جهة الترتيب{[62234]} في الجمل والآيات والقصص في المبادئ والغايات فلكونه مثل تركيب الكلمات ، كل جملة منتظمة بما قبلها انتظام الدر{[62235]} اليتيم في العقد المحكم النظيم ، لأنها إما أن تكون علة لما تلته أو دليلاً أو متممة بوجه من الوجوه الفائقة{[62236]} على وجه ممتع الجناب جليل الحجاب لتكون أحلى في فمه ، وأجلى بعد ذوقه في نظمه وسائر علمه ، فكان ثبوت جميع ما أخبر به على وجه لا مغتمر فيه ولا وقفة في اعتقاد حسنه ،


[62220]:- زيد من ظ.
[62221]:-زيد من ظ.
[62222]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62223]:- زيد في الأصل: قال، ولم تكن الزيادة في ظ فحذفناها.
[62224]:- من ظ، وفي الأصل: زرع.
[62225]:- من ظ، وفي الأصل: انفذ.
[62226]:- من ظ، وفي الأصل: هو.
[62227]:- من ظ، وفي الأصل: التي نبه الله عليها.
[62228]:- زيد من ظ.
[62229]:- من ظ، وفي الأصل: على.
[62230]:- من ظ، وفي الأصل: منها.
[62231]:-زيد من ظ.
[62232]:- من ظ، وفي الأصل: أن.
[62233]:- زيد من ظ.
[62234]:- من ظ، وفي الأصل: التركيب.
[62235]:- زيد من ظ.
[62236]:- من ظ، وفي الأصل: الفايتة.