قوله : { فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم } .
أي : فنزه الله عما أضافه إليه المشركون من الأنداد والعجز عن البعث{[55037]} .
قال ابن الخطيب{[55038]} : والمشهور أن الاسم مقحم ، والأحسن أنه من باب الأولى ، وأنَّ تعظيم المسمى آكد ، وقد تقدم أن تعلُّق الفعل إن كان ظاهراً استغنى عن الحرف ك «ضرب » ، وإن كان خفيًّا قوي بالحرف ك «ذهب » ، وإن كان بينهما جاز الوجهان ك «شَكَر ونَصَحَ » .
و«سَبِّحْ » متعد بنفسه إلاَّ أنه لما دخل على الاسم - والمراد الذَّات - خفي التعليق من هذا الوجه ، فأتي بالحرف .
وأما قوله { سَبِّحِ اسم رَبِّكَ } [ من سورة الأعلى ] . فيحتمل أن ذلك لأنهم كانوا يعترفون بالله ، ويقولون : «نحن لا نشرك » في المعنى ، وإنما سمي الأصنام آلهة باللفظ ، فقيل لهم : نزّهوا الاسم كما نزهتم الحقيقة ، وعلى هذا فالخطاب ليس للنبي صلى الله عليه وسلم بل هو كقول الواعظ : يا مسكين ، أفنيت عمرك وما أصلحت عملك ، ويريد السَّامع .
والمعنى مع الباء : فسبّح مبتدئاً باسم ربك ، فلا تكون «الباء » زائدة .
ومعنى العظيم : القريب من الكل ، فإن الصَّغير إذا قرب من شيء بعد عن غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.