في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ} (12)

( فيها عين جارية ) . . والعين الجارية : الينبوع المتدفق . وهو يجمع إلى الري الجمال . جمال الحركة والتدفق والجريان . والماء الجاري يجاوب الحس بالحيوية وبالروح التي تنتفض وتنبض ! وهو متعة للنظر والنفس من هذا الجانب الخفي ، الذي يتسرب إلى أعماق الحس .

   
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ} (12)

{ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } وهذا اسم جنس أي : فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا ، وأنى أرادوا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ} (12)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

في الجنة العالية عين جارية في غير أُخدود .

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي عيونها جارية تأخذها العين ، وتجري على وجهها ، ليست كمياه الدنيا في أن بعضها يجري على وجه الأرض وبعضها تحتها نحو ماء القناة وماء البئر .

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أراد عيونا ؛ لأن العين اسم جنس ، والعيون الجارية هنالك كثيرة ومختلفة .

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ فيها } أي الجنة . ولما كان الماء الجاري صالحاً لأن يقسم إلى أماكن كثيرة ، وحد قوله المراد به الجنس الشامل للكثير مقابلة لعين أهل النار في دار البوار : { عين جارية } أي عظيمة الجري جداً ، فهي بحيث لا تنقطع أصلاً لما لأرضها من الزكاء والكرم وما لمائها من الغزارة وطيب العنصر .......

الشعراوي – 1419هـ:

وذلك لكي تعرف أن الإنعام في الجنة ليس مسألة رد الحاجة فقط، إنما أيضاً الاستمتاع بجريان الماء وقوته وحركته وتدفقه، واطمئنانك إلى أن الماء ليس كمية ثابتة محدودة، ولكنك حين ترى الماء جارياً وممتداً، يطمئنك على أن أصل الحياة موجود؛ ولذلك تجد أن أولئك الذين يريدون أن ينعموا أنفسهم في القصور، فبالرغم من وجود الماء عندهم إلا أنك تجده يقوم بعمل نافورة أو بركة أو قناة، أو حتى يبني قصره على نهر جارٍ، مما يدل على أن مجرد النظر في الماء وهو يجري ويتدفق يعطي اطمئناناً وتنعماً؛ لأنه هو أصل الحياة، وهو اطمئنان إلى أن أصل الحياة ليس عندك بقدر الحاجة والكفاية، بل هو جار ومتدفق.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ومن ميزة تلك الأنهار أنّها تجري حسب رغبة أهل الجنّة ، فلا داعي معها لشقّ أرض أو وضع سد . وينهل أهل الجنّة أشربة طاهرة ومتنوعة ، فتلك العيون وعلى ما لها من رونق وروعة ، فلكلّ منها شراب معين له مواصفاته الخاصّة به ....

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ} (12)

قوله تعالى : " فيها عين جارية " أي بماء مندفق ، وأنواع الأشربة اللذيذة على وجه الأرض من غير أخدود . وقد تقدم في سورة " الإنسان " أن فيها عيونا{[16010]} . ف " عين " : بمعنى عيون . واللّه أعلم .


[16010]:راجع جـ 19 ص 124، 104.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ} (12)

ولما وصف الجنة بأول ما يعتبر فيها وهو عدم المنغص ، أتبعه ما يطلب بعده وهو تناول المتلذذات ، وكان الأكل قد فهم من ذكر لفظ الجنة ، ذكر المشروب لذلك ولدلالته إذا كان جارياً على زيادة حسن الجنة وكثرة ما فيها من النباتات المقيتة والمفكهة من النجم والأشجار والري والأطيار ، فقال لأنه ليس كل جنة مما نعرفه فيه ماء جارٍ بنفسه : { فيها } أي الجنة . ولما كان الماء الجاري صالحاً لأن يقسم إلى أماكن كثيرة ، وحد قوله المراد به الجنس الشامل للكثير مقابلة لعين أهل النار في دار البوار : { عين جارية * } أي عظيمة الجري جداً ، فهي بحيث لا تنقطع أصلاً لما لأرضها من الزكاء والكرم وما لمائها من الغزارة وطيب العنصر ، فهو صالح لأن يعم جميع نواحيها أقاصيها وأدانيها وإن عظم اتساعها وتناءت أقطارها وبقاعها ، كما نراه يجري من ساق الشجرة الكبيرة جداً فيسقي جميع أغصانها وأوراقها وثمارها ، ويزيد على ذلك بأن جريه من أسفل إلى فوق ، يجدبه جادب الشوق ويسوقه أي سوق يقدره الخلاق العليم ، والذي قدر على هذا كما هو مشاهد لنا لا نشك فيه قادر على أن يجعل هذه العين - الصالحة للجنس ولو كانت واحدة بالشخص - عامة لجميع مرافق الجنة تجري إلى خيامها ورياضها وبساتينها ومصانعها ومجالسها ويصعدها إلى أعالي غرفها وإن علت ، مقسمة بحسب المصالح ، موزعة على قدر المنافع ، بغاية الإحكام بما كان لداخلها من الخضوع الذي يجري منهم الدموع ويقل الهجوع ويكثر الظمأ والجوع .