تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ أرأيت إن كذب } أبو جهل بالقرآن { وتولى } ، يعني وأعرض . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"أرأَيْتَ إنْ كَذّبَ" أبو جهل بالحقّ الذي بَعَث به محمدا، "وَتَوَلّى" ، يقول : وأدبر عنه ، فلم يصدق به . ...
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :
{ أرأيت إن كذب وتولى } والمعنى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى وهو على الهدى آمر بالتقوى ، والناهي كاذب متول عن الذكرى ، أي فما أعجب من ذا ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
وكذلك إن كان على التكذيب للحق والتولي عن الدين الصحيح ، كما نقول نحن { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى } . ...
محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :
{ أرأيت إن كذب وتولى } أي نبئني عن حاله إن كذب بما جاء به النبيون ، وتولى أي أعرض عن العمل الطيب أفلا يخشى أن تحل به قارعة ، ويصيبه من عذاب الله ما لا قبل له باحتمال ؟...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة مستأنفة للتهديد والوعيد على التكذيب والتولي ، أي إذا كذب بما يُدعى إليه وتولى أتظنه غيرَ عالم بأن الله مطلع عليه . ...
{ أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } أرأيت في الموضع الذي قبله والذي بعده بمعنى أخبرني ، فكأنه سؤال يفتقر إلى جواب ، وفيها معنى التعجيب والتوقيف ، والخطاب فيها يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مخاطب من غير تعيين ، وهي تتعدى إلى مفعولين ، وجاءت بعدها إن الشرطية في موضعين وهما : قوله{ إن كان على الهدى } وقوله : { إن كذب وتولى } فيحتاج إلى الكلام في مفعولي { أرأيت } في المواضع الثلاثة ، وفي جواب الشرطين ، وفي الضمائر المتصلة بهذه الأفعال : وهي { إن كان على الهدى } و{ أمر بالتقوى } و{ كذب وتولى } على من تعود هذه الضمائر ، فقال الزمخشري : إن قوله : { الذي ينهى } هو المفعول الأول لقوله : { أرأيت } الأولى ، وأن الجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني وكررت { أرأيت } بعد ذلك للتأكيد ، فهي زائدة لا تحتاج إلى مفعول ، وإن قوله : { ألم يعلم بأن الله يرى } هو جواب قوله : { إن كذب وتولى } فهو في المعنى جواب للشرطين معا ، وأن الضمير في قوله : { إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } للذي نهى عن الصلاة وهو أبو جهل ، وكذلك الضمير في قوله : { إن كذب وتولى } وتقدير الكلام على هذا أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى إن كان هذا الناهي على الهدى ، أو كذب وتولى ، ألم يعلم بأن الله يرى جميع أحواله من هداه وضلاله وتكذيبه ونهيه عن الصلاة وغير ذلك ، فمقصود الآية : تهديد له وزجر وإعلام بأن الله يراه ، وخالفه ابن عطية في الضمائر فقال : إن الضمير في قوله : { إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } للعبد الذي صلى ، وأن الضمير في قوله : { إن كذب وتولى } للذي نهى عن الصلاة ، وخالفه أيضا في جعله { أرأيت } الثانية مكررة للتأكيد ، وقال : إنها في المواضع الثلاثة توقيف ، وأن جوابه في المواضع الثلاثة قوله : { ألم يعلم بأن الله يرى } فإنه يصلح مع كل واحد منها ، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا ، وخالفهما أيضا الغرنوي في الجواب فقال : إن جواب قوله : { إن كان على الهدى } محذوف فقال : إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق ، واتباعه واجب ، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية .
ولما كان التقدير حتماً كما هدى إليه السياق ما قدرته من جواب السؤالين ، بنى عليه قوله زيادة في التوبيخ والتعجيب والتقريع استفهاماً عن حال لهذا الناهي مناف للحال الأول ، معيداً الفعل إيضاحاً لذلك : { أرءيت } أي أخبرني أيها السامع ولا تستعجل { إن كذب } أي أوقع هذا الناهي التكذيب بأن المصلي على الهدى بخدمة سيده المتفق على سيادته ، فكان بذلك مرتكباً للضلال الذي لا شك في كونه ضلالاً ، ولا يدعو إليه إلا الهوى .
ولما كان المكذب قد لا يترك من كذبه ، أشار إلى أن حال هذا على غير ذلك فقال : { وتولى * } أي وكلف فطرته الأولى بعد معالجتها الإعراض عن قبول الأمر بالتقوى ، وذلك التولي إخراب الباطن بالأخلاق السيئة الناشئة عن التكذيب ، وإخراب الظاهر بالأعمال القبيحة الناشئة عن التكذيب ، والجواب محذوف تقديره : ألم يكن ذلك التولي والتكذيب شراً له ؛ لأن التكذيب والتولي من غير دليل شر محض ، فكيف إذا كان الدليل قائماً على ضدهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.