في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ} (29)

ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه : ( ما أغنى عني ماليه ) . . ( هلك عني سلطانيه ) . . فلا المال أغنى أو نفع . ولا السلطان بقي أو دفع . . والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة وفي ياء العلة قبلها بعد المد بالألف ، في تحزن وتحسر . . هي جزء من ظلال الموقف الموحية بالحسرة والأسى إيحاء عميقا بليغا . .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ضلت عني يومئذ حجتي...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ" يقول: ذهبت عنى حججي، وضلت، فلا حجة لي أحتجّ بها... وقال آخرون: عنى بالسلطان في هذا الموضع: الملك... قال ابن زيد، في قوله: "هَلَكَ عَنّى سُلْطانِيَهْ" قال: سلطان الدنيا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ذُكِر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: كل سلطان في القرآن فهو حجة. والأصل أن كل كافر كان يحتج في الدنيا لنفسه بحجج باطلة: فمرة يقول: {ما أنت إلا بشر مثلنا} [الشعراء: 154 و 186]، ويقول مرة: {ما هذا إلا أساطير الأولين} [الأحقاف: 17] ومرة يقول: {هذا سحر} [النمل: 13 و..] ومرة يقول: {مجنون} [الدخان: 14] وغير ذلك فيصير يقول: {هلك عني سلطانيه} أي هلكت تلك الحجج التي كنا نتشبث بها، واضمحلت، وظننا أنها حجج.

ومنهم من يقول: السلطان هو القدر والشرف، أي ذهب ذلك كله.

وقيل: أي هلك عني تكبري وسلطاني على الأشياء في الدنيا وترك الاكتراث إليهم. وجائز أن يكون أراد به أن السلطان الذي كان لي على نفسي في الدنيا قد انقطع لأنه كان يملك استعماله في أمر مرضاة الله، فيقول: قد انقطع ذلك السلطان لأني لا أملك استعماله في ما أستوجب به مرضاة الرب، لأنه يسلم، فلا يقبل منه إسلامه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{هَلَكَ عَنّى سلطانيه} ملكي وتسلطي على الناس، وبقيت فقيراً ذليلاً.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

سلطان كل أحد حاله في الدنيا من عدد وعُدد، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه».

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وقيل معناه: إنني إنما كنت أنازع المحقين بسبب الملك والسلطان، فالآن ذهب ذلك الملك وبقي الوبال.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان المال سبب الوصول إلى السلطان، قال نافياً لما أوصله إليه ماله شارحاً لعدم إغنائه، {هلك عني} أي مجاوزاً لي حتى كأني لم أكن فيه ساعة قط {سلطانيه} أي تسلطي على الدعاة إلى الله بالشبه الباطلة التي كان ينطلق اللسان بها فأساعده عليها مع ظهور بطلانها.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه: (ما أغنى عني ماليه).. (هلك عني سلطانيه).. فلا المال أغنى أو نفع. ولا السلطان بقي أو دفع.. والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة وفي ياء العلة قبلها بعد المد بالألف، في تحزن وتحسر.. هي جزء من ظلال الموقف الموحية بالحسرة والأسى إيحاء عميقا بليغا..