في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

فإذا نهض [ صلى الله عليه وسلم ] بهذا العبء فقد أدى ما عليه ، والناس بعد ذلك وشأنهم ؛ تختلف مسالكهم وتختلف مصائرهم ، ويفعل الله بهم ما يشاء وفق ما يستجيبون لهذه الذكرى :

سيذكر من يخشى ، ويتجنبها الأشقى ، الذي يصلى النار الكبرى ، ثم لا يموت فيها ولا يحيا . قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى . .

فذكر . . . وسينتفع بالذكرى ( من يخشى ) . . ذلك الذي يستشعر قلبه التقوى ، فيخشى غضب الله وعذابه . والقلب الحي يتوجس ويخشى ، مذ يعلم أن للوجود إلها خلق فسوى ، وقدر فهدى ، فلن يترك الناس سدى ، ولن يدعهم هملا ؛ وهو لا بد محاسبهم على الخير والشر ، ومجازيهم بالقسط والعدل . ومن ثم فهو يخشى . فإذا ذكر ذكر ، وإذا بصر أبصر ، وإذا وعظ اعتبر .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

وينتفع بتذكيرك من يخاف الله .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

{ سَيَذَّكَّرُ مَن يخشى } أي سيذكر بتذكيرك من من شأنه أن يخشى الله تعالى حق خشيته أو من يخشى الله تعالى في الجملة فيزداد ذلك بالتذكير فيتفكر في أمر ما تذكره به فيقف على حقيته فيؤمن به وقيل إن { إن } بمعنى إذ كما في قوله تعالى : { وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 139 ] أي إذ كنتم لأنه سبحانه لم يخبرهم بكونهم الأعلون إلا بعد إيمانهم وقوله صلى الله عليه وسلم في زيادة أهل القبور " وَإِنَّا إِن شَاء الله تَعَالَى بِكُمْ لاحقون " وأثبت هذا المعنى لها الكوفيون احتجاجاً بما ذكر ونظائره وأجاب النافون عن ذلك بما في «المغنى » وغيره وقيل هي بمعنى قد وقد قال بهذا المعنى قطرب وقال عصام الدين المراد أن التذكير ينبغي أن يكون بما يكون مهماً لمن له التذكير فينبغي تذكير الكافرين بالايمان لا بالفروع كالصلاة والصوم والحج إذ لا تنفعه بدون الايمان وتذكير المؤمن التارك للصلاة بها دون الايمان مثلاً وهكذا فكأنه قيل ذكر كل واحد بما ينفعه ويليق به وقال الفراء والنحاس والجرجاني والزهراوي الكلام على الاكتفاء والأصل فذكر إن نفعت الذكرى وإن لم تنفع كقوله تعالى : { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر } [ النحل : 81 ] والظاهر أن الذين لا يقولون بمفهوم المخالفة سواء كان مفهوم الشرط أو غيره لا يشكل عليهم أمر هذه الآية كما لا يخفى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

قوله : { سيذّكّر من يخشى } سيتعظ وينتفع بالموعظة من يخشى الله ويخشى الدار الآخرة وما فيها من سوء الحساب فينظر ويتفكر ويتدبر حتى يهتدي ويستقيم . لكن هؤلاء العتاة الجانحين للضلال والعصيان فليسوا متعظين ولا متدبرين ولا خاشعين . وهو قوله : { ويتجنّبها الأشقى } .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ} (10)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

سيذّكّر يا محمد إذا ذَكّرت الذين أمرتك بتذكيرهم من يخشى الله ، ويخاف عقابه. "ويَتَجَنّبُها" يقول : ويتجنّب الذكرى "الأشْقَى" يعني : أشقى الفريقين "الّذِي يَصْلَى النّارَ الكُبْرَى" وهم الذين لم تنفعهم الذكرى .

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي يتعظ بها من يخشى الله تعالى أو المعاد ...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

يعني يخشى الله ، وقد يتذكر من يرجوه ، إلا أن تذكرة الخاشي أبلغ من تذكرة الراجي فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء ، وإن تعلقت بالخشية والرجاء . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ سَيَذَّكَّرُ } فيقبل التذكرة وينتفع بها { مَن يخشى } الله وسوء العاقبة ، فينظر ويفكر حتى يقوده النظر إلى اتباع الحق : فأمّا هؤلاء فغير خاشين ولا ناظرين ، فلا تأمل أن يقبلوا منك . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم أخبر الله تعالى أنه سيذكر من يخشى الله تعالى والدار الآخرة ، وهم العلماء والمؤمنون ، كل بقدر ما وفق . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ سيذكر } أي بوعد لا خلف فيه ولو على أخفى وجوه التذكير - بما أشار إليه الإدغام { من يخشى } أي في جبلته نوع خشية ، وهو السعيد لما قدر له في نفسه من السعادة العظمى لقبول الحنيفية السمحة، فيذكر ما يعلم منها في نفسه فيتعظ ، فإن الخشية حاملة- على كل خير فيتنعم بقلبه وقالبه في الجنة العليا ويحيى فيها حياة طيبة من غير سقم ولا توى ، دائماً بلا آخر وانتهاء . ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فإذا نهض [ صلى الله عليه وسلم ] بهذا العبء فقد أدى ما عليه ، والناس بعد ذلك وشأنهم ؛ تختلف مسالكهم وتختلف مصائرهم ، ويفعل الله بهم ما يشاء وفق ما يستجيبون لهذه الذكرى :

سيذكر من يخشى ، ويتجنبها الأشقى ، الذي يصلى النار الكبرى ، ثم لا يموت فيها ولا يحيا . قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى . .

فذكر . . . وسينتفع بالذكرى ( من يخشى ) . . ذلك الذي يستشعر قلبه التقوى ، فيخشى غضب الله وعذابه . والقلب الحي يتوجس ويخشى ، مذ يعلم أن للوجود إلها خلق فسوى ، وقدر فهدى ، فلن يترك الناس سدى ، ولن يدعهم هملا ؛ وهو لا بد محاسبهم على الخير والشر ، ومجازيهم بالقسط والعدل . ومن ثم فهو يخشى . فإذا ذكر ذكر ، وإذا بصر أبصر ، وإذا وعظ اعتبر .