في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتۡ} (11)

وإلى جانب هذا الهول في مشاهد الكون ، تعرض السورة أمرا عظيما آخر مؤجلا إلى هذا اليوم . . فهو موعد الرسل لعرض حصيلة الدعوة . دعوة الله في الأرض طوال الأجيال . . فالرسل قد أقتت لهذا اليوم وضرب لها الموعد هناك ، لتقديم الحساب الختامي عن ذلك الأمر العظيم الذي يرجح السماوات والأرض والجبال . للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة التي تنتهي إليها الأجيال والقرون . .

وفي التعبير تهويل لهذا الأمر العظيم ، يوحي بضخامة حقيقته حتى لتتجاوز مدى الإدراك :

( وإذا الرسل أقتت . لأي يوم أجلت ? ليوم الفصل . وما أدراك ما يوم الفصل ? ) . .

وظاهر من أسلوب التعبير أنه يتحدث عن أمر هائل جليل . فإذا وصل هذا الإيقاع إلى الحس بروعته وهوله ، الذي يرجح هول النجوم المطموسة والسماء المشقوقة والجبال المنسوفة . ألقى بالإيقاع الرعيب ، والإنذار المخيف :

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتۡ} (11)

أُقتت : عين لها وقت .

ويُعيَّن للرسُل الوقت الذي يشهدون فيه على أُممهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتۡ} (11)

" وإذا الرسل أقتت " أي جمعت لوقتها ليوم القيامة ، والوقت الأجل الذي يكون عنده الشيء المؤخر إليه ، فالمعنى : جعل لها وقت وأجل للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم ، كما قال تعالى : " يوم يجمع الله الرسل " [ المائدة : 109 ] . وقيل : هذا في الدنيا أي جمعت الرسل لميقاتها الذي ضرب لها في إنزال العذاب بمن كذبهم بأن الكفار ممهلون . وإنما تزول الشكوك يوم القيامة . والأول أحسن ؛ لأن التوقيت معناه شيء يقع يوم القيامة ، كالطمس ونسف الجبال وتشقيق السماء ولا يليق به . التأقيت قبل يوم القيامة . قال أبو علي : أي جعل يوم الدين والفصل لها وقتا . وقيل : أقتت وعدت وأجلت . وقيل : " أقتت " أي أرسلت لأوقات معلومة على ما علمه الله وأراد . والهمزة{[15718]}في " أقتت " بدل من الواو ، قاله الفراء والزجاج . قال الفراء : وكل واو ضمت وكانت ضمتها لازمة جاز أن يبدل منها همزة ، تقول : صلى القوم إحدانا تريد وحدانا ، ويقولون هذه وجوه حسان و[ أجوه ]{[15719]} . وهذا لأن ضمة الواو ثقيلة . ولم يجز البدل في قوله : " ولا تنسوا الفضل بينكم " [ البقرة : 237 ] لأن الضمة غير لازمة .

وقرأ أبو عمرو وحميد والحسن ونصر . وعن عاصم ومجاهد " وقتت " بالواو وتشديد القاف على الأصل . وقال أبو عمرو : وإنما يقرأ " أقتت " من قال في وجوه أجوه . وقرأ أبو جعفر وشيبة والأعرج " وقتت " بالواو وتخفيف القاف . وهو فعلت من الوقت ومنه " كتابا موقوتا " . وعن الحسن أيضا : " ووقتت " بواوين ، وهو فوعلت من الوقت أيضا مثل عوهدت . ولو قلبت الواو في هاتين القراءتين ألفا لجاز . وقرأ يحيى وأيوب وخالد بن إلياس وسلام " أقتت " بالهمزة والتخفيف ؛ لأنها مكتوبة في المصحف بالألف .


[15718]:وضح المؤلف هذا البدل عند قوله تعالى: (قل أوحي) في أول هذا الجزء.
[15719]:زيادة يقتضيها المقام.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتۡ} (11)

قوله : { وإذا الرسل أقّتت } أقتت ، من الوقت وهو الأجل يعني أجّلت لوقتها يوم القيامة . أو جعل لها وقت أو أجل ليقضي الله فيه بينهم وبين الأمم .