في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

وعلى مشهد الانتصار الهائل الكامل ؛ والمحق الحاسم الشامل ، يتوجه إلى القلوب التي شهدت المشهد كأنها تراه . يتوجه إليها بلمسة التعقيب ، لعلها تتأثر وتستجيب :

( ولقد تركناها آية فهل من مدكر ? ) . .

هذه الواقعة بملابساتها المعروفة . تركناها آية للأجيال ( فهل من مدكر ? )يتذكر ويعتبر ?

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

تركناها آية : تركنا السفينة آية وحجّة .

مدّكر : معتبر ، متذكر ، متعظ .

ثم بين الله تعالى انه أبقى أخبارَ السفينة وإغراقَهم عبرةً لمن بعدهم فقال :

{ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } فهل يوجَدُ مِن بينِهم من يتّعظ ويعتبر ! !

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

{ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } أي : ولقد تركنا قصة نوح مع قومه آية يتذكر بها المتذكرون ، على أن من عصى الرسل وعاندهم أهلكه الله بعقاب عام شديد ، أو أن الضمير يعود إلى السفينة وجنسها ، وأن أصل صنعتها تعليم

من الله لعبده{[931]}  نوح عليه السلام ، ثم أبقى الله تعالى صنعتها وجنسها بين الناس ليدل ذلك على رحمته بخلقه وعنايته ، وكمال قدرته ، وبديع صنعته ، { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } ؟ أي : فهل من متذكر{[932]}  للآيات ، ملق ذهنه وفكرته لما يأتيه منها ، فإنها في غاية البيان واليسر ؟


[931]:- في ب: لرسوله.
[932]:- في ب: فهل من متذكر.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

قوله تعالى : { ولقد تركناها } يعني : الفعلة التي فعلنا ، { آية } يعتبر بها . وقيل : أراد السفينة . قال قتادة : أبقاها الله بباقردى من أرض الجزيرة . عبرةً وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة ، { فهل من مدكر } يعني : متذكر متعظ معتبر خائف مثل عقوبتهم .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلاً سأل الأسود عن قوله : ( فهل من مدكر ) أو مذكر ؟ قال : سمعت عبد الله يقرؤها ( فهل من مدكر ) ، وقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها : ( فهل من مدكر ) " دالاً " .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

{ ولقد تركناها آية } تركنا تلك القصة آية علامة ليعتبر بها { فهل من مدكر } متعظ بها

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

قوله تعالى : " ولقد تركناها آية " يريد هذه الفعلة عبرة . وقيل : أراد السفينة تركها آية لمن بعد قوم نوح يعتبرون بها فلا يكذبون الرسل . قال قتادة : أبقاها الله بباقِرْدَى من أرض الجزيرة عبرة وآية ، حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة ، وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادا . " فهل من مدكر " متعظ خائف ، وأصله مذتكر مفتعل من الذكر ، فثقلت على الألسنة فقلبت التاء دالا لتوافق الذال في الجهر وأدغمت الذال فيها .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

{ ولقد تركناها آية فهل من مدكر }

{ ولقد تركناها } أبقينا هذه الفعلة { آية } لمن يعتبر بها ، أي شاع خبرها واستمر { فهل من مدَّكر } معتبر ومتعظ بها وأصله مذتكر أبدلت التاء دالاً مهملة وكذا المعجمة وأدغمت فيها .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (15)

قوله : { ولقد تركناها آية } الهاء في قوله : { تركناها } ضمير يعود على ما حل بقوم نوح من إهلاك واستئصال بالتغريق والطوفان . فقد جعل الله ذلك آية للناس أي عبرة لهم فيعتبرون ويتعظون . وقيل : الضمير عائد على السفينة ، فقد أبقاها الله دهرا طويلا حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة { فهل من مدكر } المدكر ، المعتبر ، المتعظ ، الخائف . وأصل مدكر ، مذتكر . قلبت التاء دالا وأدغمت فيها للثقل {[4402]} . يعني : هل من يتذكر ما حل بتلك الأمة الطاغية الظالمة من العقاب بالطوفان والتغريق والاستئصال ، فيعتبر بهم ، ويحذر عقاب ربه أن يحيق به بسبب كفره وفسقه عن دين الله ؟ .


[4402]:مختار الصحاح ص 223.