في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم مِّنَ ٱلۡأٓيَٰتِ مَا فِيهِ بَلَـٰٓؤٞاْ مُّبِينٌ} (33)

17

( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) . .

فتعرضوا للاختبار بهذه الآيات ، التي آتاهم الله إياها للابتلاء . حتى إذا تم امتحانهم ، وانقضت فترة استخلافهم ، أخذهم الله بانحرافهم والتوائهم ، وبنتيجة اختبارهم وابتلائهم ، فضربهم بمن يشردهم في الأرض ، وكتب عليهم الذلة والمسكنة ، وتوعدهم أن يعودوا إلى النكال والتشريد كلما بغوا في الأرض إلى يوم الدين . .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم مِّنَ ٱلۡأٓيَٰتِ مَا فِيهِ بَلَـٰٓؤٞاْ مُّبِينٌ} (33)

قوله تعالى : " وآتيناهم من الآيات " أي من المعجزات لموسى . " ما فيه بلاء مبين " قال قتادة : الآيات إنجاؤهم من فرعون وفلق البحر لهم ، وتظليل الغمام عليهم وإنزال المن والسلوى . ويكون هذا الخطاب متوجها إلى بني إسرائيل . وقيل : إنها العصا واليد . ويشبه أن يكون قول الفراء . ويكون الخطاب متوجها إلى قوم فرعون . وقول ثالث : إنه الشر الذي كفهم عنه والخبر الذي أمرهم به . قاله عبد الرحمن بن زيد . ويكون الخطاب متوجها إلى الفريقين معا من قوم فرعون وبني إسرائيل . وفي قوله : " بلاء مبين " أربعة أوجه : أحدها : نعمة ظاهرة . قاله الحسن وقتادة . كما قال الله تعالى : " وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا " {[13736]} [ الأنفال : 17 ] . وقال زهير :

فأبلاهُما خيرَ البلاء الذي يبلُو{[13737]}

الثاني : عذاب شديد . قاله الفراء . الثالث : اختبار يتميز به المؤمن من الكافر ، قاله عبد الرحمن بن زيد . وعنه أيضا : ابتلاؤهم بالرخاء والشدة ، ثم قرأ " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " {[13738]} [ الأنبياء : 35 ] .


[13736]:آية 17 سورة الأنفال.
[13737]:صدره: *رأى الله بالإحسان ما فعلا بكم*.
[13738]:آية 35 سورة الأنبياء.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم مِّنَ ٱلۡأٓيَٰتِ مَا فِيهِ بَلَـٰٓؤٞاْ مُّبِينٌ} (33)

ولما أعلم باختيارهم ، بين آثار الاختيار فقال : { وآتيناهم } أي على ما لنا من العظمة { من الآيات } أي العلامات الدالة على عظمتنا واختيارنا لهم من حين أتى موسى عبدنا عليه الصلاة والسلام فرعون{[57561]} إلى أن فارقهم بالوفاة وبعد وفاته على أيدي الأنبياء المقررين لشرعه عليهم الصلاة والسلام { ما فيه بلاؤا } أي اختبار مثله يميل من ينظره أو يسمعه أو يحيله إلى غير ما كان{[57562]} عليه ، وذلك بفرق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغير ذلك مما رأوه{[57563]} من الآيات التسع ، وفي هذا ما هو رادع{[57564]} للعرب عن بعض أقوالهم من خوف التخطف من العرب{[57565]} والفقر لقطع الجلب عنهم وغير ذلك { مبين * } أي بين لنفسه موضح لغيره ، و{[57566]}ما أنسب هذا الختم لقوله أول قصتهم " ولد فتنا قبلهم قوم فرعون " .


[57561]:زيد في الأصل: لعنه الله، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[57562]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: كانوا.
[57563]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: طلبوه.
[57564]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: ردع.
[57565]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: القرب.
[57566]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.