النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَءَاتَيۡنَٰهُم مِّنَ ٱلۡأٓيَٰتِ مَا فِيهِ بَلَـٰٓؤٞاْ مُّبِينٌ} (33)

قوله عز وجل : { وءَاتَيْنَاهُمْ منَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلآءٌ مبِينٌ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه{[2572]} أنجاهم من عدوهم وفلق البحر لهم وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى ، قاله قتادة . ويكون هذا الخطاب متوجهاً إلى بني إسرائيل .

الثاني : أنها العصا ويده البيضاء ، ويشبه أن يكون قول الفراء . ويكون الخطاب متوجهاً إلى قوم فرعون .

الثالث : أنه الشر الذي كفهم{[2573]} عنه والخير الذي أمرهم به ، قاله عبد الرحمن بن زيد . ويكون الخطاب متوجهاً إلى الفريقين معاً من قوم فرعون وبني إسرائيل .

وفي قوله { مَا فِيهِ بَلآءٌ مبِينٌ } ثلاثة تأويلات :

أحدها : نعمة{[2574]} ظاهرة ، قاله الحسن وقتادة كما قال تعالى { وَليُبْلَي المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلآءً حَسَناً } وقال زهير :

فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو{[2575]}

الثاني : عذاب شديد ، قاله الفراء .

الثالث : اختبار بيِّن يتميز به المؤمن من الكافر ، قاله عبد الرحمن بن زيد{[2576]} .


[2572]:في ع أنها.
[2573]:في ع يكفهم.
[2574]:في ع نقمة والصواب ما أثبتناه.
[2575]:وصدر البيت: جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم
[2576]:نقل القرطبي تأويلا رابعا عن عبد الرحمن بن زيد أنه ابتلاؤهم بالرخاء والشدة.