ثم قال تعالى : { وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين } أي : وأعطيناهم{[62180]} من العبر والعظات ما فيه اختبار يبين{[62181]} لمن تأمله أنه اختبار اختبرهم الله عز وجل به{[62182]} .
وقيل المعنى : آتيناهم نعما عظيمة وعبرا ظاهرة .
روي أن الله عز وجل أنزل ببيت المقدس سلسلة معلقة من السماء فكانوا يتحاكمون في حقوقهم وخصوماتهم ودعاويهم{[62183]} إلى السلسلة . فمن كان محقا{[62184]} أدرك بيده مس السلسلة ، ومن كان مبطلا لم يدرك بيده مسها ، فلم يزالوا كذلك حتى مكروا/ فرفعت ، وذلك فيما روي أن رجلا{[62185]} منهم أودع رجلا مالا فجحده المودع عنده ، فتحاكما إلى السلسلة فعمد الذي جحد الوديعة إلى كلخ فقأ{[62186]} داخله ، ثم أدخل فيه الوديعة . فلما أتيا إلى السلسلة قال الجاحد للوديعة لرب المال : أمسك لي هذه الكلخة ( في يدك ){[62187]} حتى أمس السلسلة ، فأمسكها رب المال وهو لا يعلم بما فيها . ثم تقدم الجاحد بحضرة الناس ، وقال : اللهم إن كنت تعلم أني قد وضعت ماله في يده وقبضه مني فأسألك ألا تفضحني ومد يده فأدرك السلسلة فأقبل صاحب المال يقول : والله يا بني إسرائيل ( إن هذه السلسلة لباطل وزور ، فرفع الله السلسلة من ذلك الوقت .
ويروى أنه كان لهم عمودان ، فإذا أنهم أحد بزنى{[62188]} فأقَرَّ رُجم ، وإن جحد أدخل بين ){[62189]} العمودين فإن كان كاذبا انضما{[62190]} عليه فقتلاه ، وإن ( كان بريئا ){[62191]} سلم .
وكان الرجل{[62192]} منهم{[62193]} يعمل الذنب لا يعلم{[62194]} به أحد فيصبح ويجده مكتوبا على بابه .
قال قتادة : البلاء هو{[62195]} أنه ( تعالى نجاهم ){[62196]} من عدوهم ، ثم أقطعهم البحر وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى{[62197]} . فيكون البلاء هنا على قول قتادة ، النعمة .
وقال ابن زيد : ابتلاهم بالخير والشر ، يختبرهم فيما آتاهم من الآيات ، من يؤمن بها{[62198]} ومن يكفر{[62199]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.