في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ} (31)

( وإذا انقلبوا إلى أهلهم )بعدما أشبعوا نفوسهم الصغيرة الرديئة من السخرية بالمؤمنين وإيذائهم . . ( انقلبوا فكهين ) . . راضين عن أنفسهم ، مبتهجين بما فعلوا ، مستمتعين بهذا الشر الصغير الحقير . فلم يتلوموا ولم يندموا ، ولم يشعروا بحقارة ما صنعوا وقذارة ما فعلوا . وهذا منتهى ما تصل إليه النفس من إسفاف وموت للضمير !

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ} (31)

قوله تعالى : " وإذا انقلبوا " أي انصرفوا إلى أهلهم وأصحابهم وذويهم " انقلبوا فكهين " أي معجبين منهم . وقيل : معجبون بما هم عليه من الكفر ، متفكهون بذكر المؤمنين . وقرأ ابن القعقاع وحفص والأعرج والسلمي : " فكهين " بغير ألف . الباقون بألف . قال الفراء : هما لغتان مثل طمع وطامع وحذر وحاذر ، وقد تقدم في سورة " الدخان " {[15864]} والحمد لله . وقيل : الفكه : الأشر البطر والفاكه : الناعم المتنعم .


[15864]:راجع جـ، 16 ص 139.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ} (31)

ولما وصفهم في مواضع التردد والتقلب ، وصفهم في المنازل فقال : { وإذا انقلبوا } أي رجع الذين أجرموا برغبتهم في الرجوع وإقبالهم عليه من غير تكره { إلى أهلهم } أي منازلهم التي هي عامرة بجماعتهم { انقلبوا }{[72282]} حال كونهم { فاكهين * } أي متلذذين غاية التلذذ بما كان من مكنتهم ورفعتهم التي أوصلتهم إلى الاستسخار بغيرهم ، قال : ابن برجان : وذكر عليه الصلاة والسلام : " إن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً -{[72283]} كما بدأ ، يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر{[72284]} " وفي أخرى : يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة . وفي أخرى : العالم فيهم أنتن من {[72285]}جيفة حمار{[72286]} - فالله المستعان .


[72282]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72283]:زيد من ظ و م.
[72284]:من ظ و م، وفي الأصل: الجمرة.
[72285]:من م، وفي الأصل و ظ: جيف الحمار.
[72286]:من م، وفي الأصل و ظ: جيف الحمار.