في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ} (25)

( يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ) . .

والرحيق الشراب الخالص المصفى ، الذي لا غش فيه ولا كدرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ} (25)

" يسقون من رحيق " أي من شراب لا غش فيه . قاله الأخفش والزجاج . وقيل الرحيق الخمر الصافية . وفي الصحاح : الرحيق صفوة الخمر . والمعنى واحد . الخليل : أقصى الخمر{[15857]} وأجودها . وقال مقاتل وغيره : هي الخمر العتيقة البيضاء الصافية من الغش النيرة ، قال حسان :

يَسْقُونَ من وَرَدَ البَرِيصَ عليهمُ *** بَرَدَى يُصَفِّقُ بالرَّحيق السَّلْسَلِ{[15858]}

وقال آخر{[15859]} :

أم لا سبيلَ إلى الشباب وذكره *** أشهى إليَّ من الرَّحِيقِ السلسل

قوله تعالى : " مختوم " المختوم الممزوج . وقيل : مختوم أي ختمت ومنعت عن أن يمسها ماس إلى أن يفك ختامها الأبرار .


[15857]:كذا في الأصول كلها ولعل الصواب: أصفى الحمر.
[15858]:تقدم شرح البيت بهامش ص 141 من هذا الجزء.
[15859]:هو أبو كبير الهذلي.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ} (25)

ولما كانت مجالس الأنس لا سيما{[72246]} في الأماكن النضرة لا تطيب إلا بالمآكل والمشارب ، وكان الشراب يدل على الأكل ، قال مقتصراً عليه لأن هذه السور{[72247]} قصار يقصد فيها الجمع مع الاختصار قال : { يسقون } بانياً له للمفعول دلالة على أنهم مخدومون أبداً لا كلفة عليهم في شيء { من رحيق } أي شراب خالص صاف عتيق أبيض مطيب في غاية اللذة ، {[72248]}فإنهم قالوا : إن الرحيق{[72249]} الخمر أو أطيبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافي ، وضرب من الطيب . ولا شك أن العاقل لا يشرب الخمر مطلقاً فكيف بأعلاها إلا-{[72250]} إذا كان-{[72251]} مستكملاً لمقدماتها من مأكول ومشروب وملبوس ومنكوح وغير ذلك ، ولما كان الختم لا يكون إلا لما عظمت رتبته وعزت نفاسته ، قال مريداً الحقيقة ، أو الكناية عن نفاسته : { مختوم * } أي فهو مع نفاسته سالم من الغبار وجميع الأقذاء والأقذار .


[72246]:زيد في الأصل: في المجالس، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72247]:من ظ و م، وفي الأصل: السورة.
[72248]:من ظ و م، وفي الأصل: فالرحيق.
[72249]:من ظ و م، وفي الأصل: فالرحيق.
[72250]:زيد من ظ.
[72251]:زيد من ظ.