السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ} (31)

{ وإذا انقلبوا } أي : رجع الذين أجرموا برغبتهم في الرجوع وإقبالهم عليه من غير تكرّه { إلى أهلهم } أي : منازلهم التي هي عامرة بجماعتهم . وقرأ حمزة والكسائي في الوصل بضم الهاء والميم ، وأبو عمرو بكسر الهاء ، والباقون بكسر الهاء وضم الميم { انقلبوا } حالة كونهم { فاكهين } أي : متلذذين بما كان من مكنتهم ورفعتهم التي أوصلتهم إلى الاستسخار بغيرهم ، قال ابن برجان : روي عنه عليه الصلاة والسلام : «إن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ » «يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر » وفي أخرى : «يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة » وفي أخرى : «العالم فيهم أنتن من جيفة حمار فالله المستعان » . وقرأ حفص بغير ألف بين الفاء والكاف والباقون بالألف ، قيل هما بمعنى ، وقيل : فكهين فرحين وفاكهين ناعمين . وقيل : فاكهين أصحاب فاكهة ومزاح .