موضونة : من الوضن وهو النسج ، أي : منسوجة بالذهب بإحكام .
15 ، 16- { عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ* مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } .
من نعيم السابقين أنهم يستقرون في الجنة ، حال كونهم على أسرّة منسوجة بخيوط الذهب ، مشبكة بالدرّ والياقوت والزبرجد ، مستقرين على السرر متكئين عليها ، متقابلين مواجهة لا يرى بعضهم قفا بعض ، فهم في نعيم وسرور ، وصفاء وحبور لا يملّون ولا يكسلون ، ولا يتخاصمون ولا يتشاحنون .
{ على سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } حال من المقربين أو من ضميرهم في قوله تعالى : { فِي جنات النعيم } [ الواقعة : 12 ] بناءاً على أنه في موضع الحال كما تقدم ، وقيل : هو خبر آخر للضمير المحذوف المخبر عنه أولاً بثلة وفيه وجه آخر أشرنا إلينا فيما مر ، { وموضونة } من الوضن وهو نسج الدرع قال الأعشى
: ومن ( نسج داود ) موضونة *** تسير مع الحي عيراً فعيرا
واستعير لمطلق النسخ أو لنسج محكم مخصوص ، ومن ذلك وضين الناقة وهو حزامها لأنه موضون أي مفتول ؛ والمراد هنا على ما أخرجه ابن جرير وغيره عن ابن عباس مرمولة أي منسوجة بالذهب ، وفي رواية عنه بقضبان الفضة ، وقال عكرمة : مشبكة بالدر والياقوت ، وقيل : { سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } متصل بعضها ببعض كحلق الدرع ، والمراد متقاربة ، وقرأ زيد بن علي . وأبو السمال { سُرُرٍ } بفتح الراء وهي لغة لبعض تميم ، وكلب يفتحون عين فعل جمع فعيل المضعف نحو سرير .
ثم بين - سبحانه - ما أعده هؤلاء السابقين بالخيرات من عطاء كريم ، فقال : { على سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } .
والسرر : جمع سرير ، وهو ما يستعمله الإنسان لنومه أو الاتكاء عليه فى جلسته .
والموضونة : أى المنسوجة بالذهب نسجا محكما ، لراحة الجالس عليها ولتكريمه ، يقال : وضن فان الغزل يضنه ، إذا نسجه نسجا متقنا جميلا .
أى : مستقرين على سرر قد نسجت أطرافها بالذهب وبما يشبهه ، نسجا بديعا يشرح الصدر . فقوله : { على سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } حال من المقربين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.