الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{عَلَىٰ سُرُرٖ مَّوۡضُونَةٖ} (15)

وقرأ زيد بن علي وأبو السَّمَّال " سُرَر " بفتح الراء الأولى وقد تقدَّم أنها لغةٌ لبعضِ كلبٍ وتميم . والمَوْضونة : المَنْسوجة وأصلُه مِنْ : وضَّنْتُ الشيءَ ، أي : رَكَّبْتُ بعضَه على بعض . ومنه قيل للدِّرْعِ : مَوْضونة لتراكُبِ حِلَقِهِا . قال الأعشى :

ومِن نَسْجِ داودَ مَوْضَوْنَةً *** تسيرُ مع الحيِّ عِيْراً فَعِيْرا

ومنه أيضاً " وَضِين الناقة ، وهو حِزامُها لتراكُبِ طاقاته قال الراجز :

إليك تَعْدُو قِلقاً وضِيْنُها *** مُعْتَرضاً في بَطْنِها جنينُها

مُخالفاً دينَ النَّصارى دينُها ***

وقال الراغب : " الوَضْنُ : نَسْيجُ الدِّرعِ . ويُسْتعار لكل نَسْجٍ مُحْكَم " ، فجعله أصلاً في نَسْج الدَّرْع . قال الشاعر :

تقولُ وقد دَرَأْتُ لها وَضِيْني *** أهذا دينُه أبداً ودِيني

أي : حِزامي .