في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ} (8)

ومن ثم كان الجواب على التهكم بيوم القيامة واستبعاد موعدها ، سريعا خاطفا حاسما ، ليس فيه تريث ولا إبطاء حتى في إيقاع النظم ، وجرس الألفاظ . وكان مشهدا من مشاهد القيامة تشترك فيه الحواس والمشاعر الإنسانية ، والمشاهد الكونية :

( فإذا برق البصر . وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر . يقول الإنسان يومئذ أين المفر ? ) .

فالبصر يخطف ويتقلب سريعا سريعا تقلب البرق وخطفه . والقمر يخسف ويطمس نوره . والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق . ويختل نظامهما الفلكي المعهود ، حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ} (8)

{ وَخَسَفَ الْقَمَرُ } أي : ذهب نوره وسلطانه .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ} (8)

قوله تعالى : " وخسف القمر " أي ذهب ضوئه . والخسوف في الدنيا إلى انجلاء ، بخلاف الآخرة ، فإنه لا يعود ضوئه . ويحتمل أن يكون بمعنى غاب ، ومنه قوله تعالى : " فخسفنا به وبداره الأرض " [ القصص : 81 ] . وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى والأعرج : " وخسف القمر " بضم الخاء وكسر السين يدل عليه " وجمع الشمس والقمر " . وقال أبو حاتم محمد بن إدريس : إذا ذهب بعضه فهو الكسوف ، وإذا ذهب كله فهو الخسوف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ} (8)

ولما كانت آيات السماوات أخوف ، ذكرها بادئاً بما طبعه البرد{[70138]} ، إشارة إلى شدة الحر والتوهج والأخذ بالأنفاس الموجب لشدة اليأس فقال : { وخسف القمر } أي وجد{[70139]} خسفه بأن خسفه الله تعالى فأذهب صورته كما تذهب صورة الأرض المخسوفة ، وذلك بإذهاب ضوئه من غير سبب لزوال ربط المسببات في ذلك اليوم بالأسباب وظهور الخوارق بدليل قوله : { وجمع }


[70138]:من ظ و م، وفي الأصل: البرودة.
[70139]:من ظ و م، وفي الأصل: أوجد.