اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ} (8)

قوله : { وَخَسَفَ القمر } .

العامةُ : على بنائه للفاعل .

وأبو حيوة{[58655]} ، وابن أبي عبلة ، ويزيد بن قطيب قال القرطبي{[58656]} : وابن أبي إسحاق وعيسى : «خُسِف » مبنياً للمفعول .

وهذا لأن «خسف » يستعمل لازماً ومتعدياً ، يقال : خُسِفَ القمر ، وخسف الله القمر .

وقد اشتهر أن الخسوف للقمر والكسوف للشمس .

وقال بعضهم : يكونان فيهما ، يقال : خُسِفت الشمس وكسفت ، وخسف القمر وكسف ، وتأيد بعضهم بقوله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ آيَتَانِ من آيَاتِ اللَّهِ لا يخسفانِ لمَوْتِ أحدٍ » ، فاستعمل الخسوف فيهما ، وفي هذا نظرٌ لاحتمال التغليب ، وهل هما بمعنى واحد أم لا ؟ فقال أبو عبيد وجماعة : هما بمعنى واحد .

وقال ابن أبي أويس : الخسوف ذهاب كل ضوئهما والكسوف ذهاب بعضه .

قال القرطبي{[58657]} : الخسوف في الدنيا إلى انجلاء ، بخلاف الآخرة فإنه لا يعود ضوؤه ، ويحتمل أن يكون بمعنى «غاب » ، ومنه قوله تعالى : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرض } [ القصص : 81 ] .


[58655]:ينظر: المحرر الوجيز 5/403، والبحر المحيط 8/376، والدر المصون 6/427.
[58656]:الجامع لأحكام القرآن 19/63.
[58657]:السابق.