الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ} (8)

قوله : { وَخَسَفَ } : العامةُ على بنائِه للفاعلِ . وأبو حيوة وابن أبي عبلة ويزيد بن قطيب " خُسِفَ " مبنياً للمفعول ؛ وهذا لأن خَسَفَ يُستعمل لازماً ومتعدياً يقال : خَسَفَ القمرُ وخَسَفه الله ، وقد اشْتُهر أن الخُسوفَ للقمرِ والكُسوفَ للشمسِ . وقال بعضهم : بل يكونان فيهما ، يُقال : خَسَفَتِ الشمسُ وكَسَفَتْ ، وخَسَفَ القمرُ وكَسَفَ . وتأيَّد بعضُهم بالحديث : " إنَّ الشمسَ والقمرَ/ آيتان مِنْ آياتِ اللَّهِ لا يُخْسَفان لموتِ أحدٍ " فاستعملَ الخُسُوْفَ فيهما . وعندي فيه نَظَرٌ ؛ لاحتمالِ التغليبِ وهل هما بمعنىً واحدٍ أم لا ؟ فقال أبو عبيدٍ وجماعةٌ : هما بمعنىً واحدٍ . وقال ابن أبي أويس : " الخُسوفُ ذهابُ كلِّ ضَوْئِهما ، والكُسوفُ ذهابُ بَعْضِه " .