في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (14)

( أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) . .

وتوضح كلمة( يعملون )معنى ( ربنا الله ) ، ومعنى الاستقامة على هذا المنهج في الحياة . فهي تشير إلى أن هناك عملا كان الخلود في الجنة جزاءه . عملا منبعثا من ذلك المنهج : ( ربنا الله )ومن الاستقامة عليه والاطراد والثبات .

ومن ثم ندرك أن الكلمات الاعتقادية في هذا الدين ليست مجرد ألفاظ تقال باللسان . فشهادة أن لا إله إلا الله ليست عبارة ولكنها منهج . فإذا ظلت مجرد عبارة فليست هي " ركن " الإسلام المطلوب المعدود في أركان الإسلام !

ومن ثم ندرك القيمة الحقيقية لمثل هذه الشهادة التي ينطق بها اليوم ملايين ؛ ولكنها لا تتعدى شفاههم ، ولا يترتب عليها أثر في حياتهم . وهم يحيون على منهج جاهلي شبه وثني ، بينما شفاههم تنطق بمثل هذه العبارة . شفاههم الجوفاء !

إن ( لا إله إلا الله ) . . أو ( ربنا الله ) . . منهج حياة . . هذا ما ينبغي أن يستقر في الضمائر والأخلاد ، كما تبحث عن المنهج الكامل الذي تشير إليه مثل هذه العبارة وتتحراه . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (14)

10

التفسير :

14- { أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون } .

هؤلاء المذكورون سابقا هم أصحاب الجنة ، ملازمون لها ملازمة المالك لداره ، فهم أصحابها وأهلها ، والمنعمون فيها ، والخالدون فيها خلودا أبديا سرمديا ، بسبب أعمالهم الصالحة في الدنيا ، والآية دعوة لنا جميعا إلى العمل الصالح النافع المفيد ، الذي يرقى بنا في الدنيا فيجعلنا سادتها ، ويجعلنا الأمة الوسط المحترمة في دينها وشرعها ، والعمل هو الذي يجعل الجنة جزاء عادلا لنا ، لقوله تعالى : { بما كانوا يعملون } .

قال تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا } . ( الكهف : 30 ) .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (14)

{ أولئك } الموصوفون بماذكر من الوصفين الجليلين { أصحاب الجنة خالدين فِيهَا } حال من المستكن في { أصحاب } وقوله تعالى : { جَزَاء } منصوب إما بعامل مقدر أي يجزون جزاء ، والجملة استئناف أو حال وإما بمعنى ما تقدم على ما قيل فإن قوله تعالى : { أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة } في معنى جزيناهم { بِمَا كَانُوا * يَعْلَمُونَ } من الحسنات القلبية والقالبية .