اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (14)

قوله تعالى : { أولئك أَصْحَابُ الجنة } قالت المعتزلة هذه الآية تدل على مسائل :

أولها : أن قوله : { أولئك أَصْحَابُ الجنة خَالِدِينَ فِيهَا } يفيد الحصر وأن أصحاب الجنة ليسوا إلا الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وهذا يدل على أن صاحب الكبيرة قبل التوبة لا يدخ الجنة .

وثانيها : قوله { جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يدل على فساد قول من يقول : الثواب فضل لا جزاء .

وثالثها قوله : { جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يدل على إثبات العمل للعبد .

ورابعها : يدل على أن العبد يستحق على الله جزاء عمله{[50895]} وتقدم جواب ذلك .

قوله : { خَالِدِينَ } منصوب على الحالية و«جَزَاءً » منصوب إما بعامل مضمر ، أي يُجْزَوْنَ جزاءً{[50896]} أو بما تقدم ، لأن معنى أولئك أصحاب الجنة جَازَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ .


[50895]:وقد ذكر الرازي وجها خامسا وهو كون العبد مستحقا على الله تعالى وأعظم أنواع هذا النوع الإحسان إلى الوالدين. انظر هذا الوجه وما قبله من الأوجه في الرازي 28/13 و14.
[50896]:التبيان 1155.