نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (14)

ولما نفى عنهم المحذور ، مدهم بإيثار السرور ، فقال تعالى : { أولئك } أي العالو الدرجات { أصحاب الجنة } ولما دلت الصحبة على الملازمة ، صرح بها بقوله تعالى : { خالدين فيها } خلوداً لا آخراً له-{[58713]} ، جوزوا بذلك { جزاء } ولما كانوا محسنين فكانت{[58714]} أعمالهم في غاية الخلوص جعلها تعالى أسباباً أولاً وثانياً ، فقال مشيراً إلى دوامها لأنها في جبلاتهم { بما كانوا } أي طبعاً وخلقاً { يعملون * } على سبيل التجديد المستمر .


[58713]:زيد من ظ و م ومد.
[58714]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: وكانت.