في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

وإن خلق الإنسان بهذا الاستعداد المزدوج ، ونفي العبث عن فعل الله سبحانه ، ليقتضيان أن يكون لهذا الإنسان مصير معين ، ينتهي إليه بعد انتهاء رحلته الأرضية . وهذا هو صميم قضية الآخرة . ومن ثم يجيء بعد توجيه النظر إلى الحكمة والقصد في خلق السماوات والأرض . يجيء قوله تعالى :

( إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين . يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون إلا من رحم الله ، إنه هو العزيز الرحيم ) . .

يجيء هذا القول طبيعياً ومرتبطاً بما قبله كل الارتباط . فالحكمة تقتضي أن يكون هناك يوم يفصل فيه بين الخلائق ، ويحكم فيه بين الهدى والضلال ، ويكرم فيه الخير ويهان فيه الشر ،

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

34

المفردات :

يوم الفصل : يوم القيامة ، سمي بذلك لأن الله يفصل فيه بين الحق والباطل .

ميقاتهم : وقت حسابهم وجزائهم ، مشتق من الوقت .

التفسير :

40 ، 41 ، 42- { إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون * إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم } .

إن يوم القيامة هو يوم الفصل ، حيث يفصل الله ويحكم بين الظالمين والمظلومين ، ويفصل بين المؤمنين والكافرين ، أو يفصل بين أهل الجنة وأهل النار ، وهو الوقت الذي حدده الله للقضاء والجزاء ، ومكافأة الصالحين ومعاقبة الكافرين .

قال تعالى : { إن يوم الفصل كان ميقاتا } . ( النبأ : 17 ) .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

قوله تعالى : { إن يوم الفصل } يوم يفصل الرحمن بين العباد ، { ميقاتهم أجمعين } يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

{ إن يوم الفصل } وهو يوم القيامة يفصل الله تعالى فيه بين العباد { ميقاتهم } الذي وقتنا لعذابهم { أجمعين }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

ولما كان{[57632]} كأنه قيل : إنا نرى أكثر المظلومين يموتون بمرير غصصهم مقهورين ، وأكثر الظالمين يذهبون ظافرين بمطالبهم مسرورين ، فمتى يكون هذا الحق ؟ قال جواباً لذلك{[57633]} مؤكداً لأجل تكذيبهم : { إن يوم الفصل } {[57634]}عند جمع{[57635]} الأولين والآخرين من جميع المكلفين الذين ينتظره كل أحد للفرق{[57636]} بين كل ملبس ، فلا يدع نوعاً منه{[57637]} حتى أنه يميز بين المكاره والمحاب ودار النعيم وغار الجحيم ، وبين أهل{[57638]} كل منهما بتمييز المحق من المبطل بالثواب والعقاب وهو بعد البعث من الموت { ميقاتهم } أي وقت جمع الخلائق للحكم بينهم الذي ضرب لهم في الأزل وأنزلت {[57639]}به الكتب{[57640]} على ألسنة الرسل { أجمعين * } لا يتخلف عنه أحد ممن مات من الجن والإنس والملائكة وجميع الحيوانات .


[57632]:من ظ و م، وفي الأصل: كأنه.
[57633]:من م، وفي الأصل و ظ: كذلك.
[57634]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[57635]:زيد في الأصل و ظ: الخلق، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[57636]:من ظ و م، وفي الأصل: للمعرف.
[57637]:من م، وفي الأصل و ظ: منهم.
[57638]:سقط من م.
[57639]:من م، وفي الأصل و ظ: الكتب به.
[57640]:من م، وفي الأصل و ظ: الكتب به.