في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

36

( قد قالها الذين من قبلهم ، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون . فأصابهم سيئات ما كسبوا . والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ) . .

هي ذاتها هذه الكلمة الضالة قالها الذين من قبلهم ، فانتهت بهم إلى السوء والوبال . ولم يغن عنهم علمهم ولا مالهم ولا قوتهم شيئاً . وهؤلاء سيصيبهم ما أصاب الغابرين . فسنة الله لا تتبدل ( وما هم بمعجزين ) . . فالله لا يعجزه خلقه الضعاف المهازل !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

49

50- { قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } .

أي : هذا طبع في الإنسان ، السابق فيه مثل اللاحق ، فالذين سبقوا ادعوا أنهم أهل للفضل والمال والغنى ، فهذا قارون قد قال : { إنما أوتيته على علم عندي . . . } ( القصص : 78 ) .

وهذا فرعون قد تألّه وتجبر وقال : { أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي . . . }( الزخرف : 51 ) .

وقال أيضا متطاولا على مقام النبوة : { أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين } . ( الزخرف : 52 ) .

كما قال النمرود : { أنا أحيى وأميت . . . } ( البقرة : 258 ) .

وصدق الله العظيم : { كلا إن الإنسان ليطغى * أن رؤاه استغنى } . ( العلق : 6 ، 7 ) .

{ فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } .

أي : إن الكفار السابقين ، حيث عتوا عن أمر ربهم ، وتطاولوا على مقام النبوة ، { وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين } . ( سبأ : 35 ) . لم ينفعهم هذا القول شيئا حين نزل العذاب بساحتهم ، فقد غرق قوم نوح بالطوفان ، وأهلكت ثمود بالصيحة المهلكة ، وأهلكت عاد بريح صرصر عاتية ، وأغرق فرعون وهامان ، ولم ينفعهم الملك ولا المال ولا الجاه ولا السلطان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (50)

ولما كان كفار قريش مقصودين بهذا قصداً عظيماً وإن كان شاملاً بإطلاقه غيرهم من الأولين والآخرين قال موضحاً لذلك : { قد قالها } أي مقالتهم { إنما أوتيته على علم } { الذين من قبلهم } أي ممن هو أشد منهم قوة وأكثر جمعاً كما قال قارون ومن رضي حاله فتمنى ماله { فما أغنى عنهم } أي أولئك الماضين { ما كانوا } بما اقتضته جبلاتهم { يكسبون * } أي يجددون على الاستمرار كسبه من المال والجاه وإن كان مليء السهل والجبل :