في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

والذي يملك أمر الغيب وما يقدر فيه وما يدبر ، هو الذي يملك أن يدبر فيه وأن يكيد . فمالهم وهم عن الغيب محجوبون ، وفي سجله لا يكتبون يكيدون لك ويدبرون ، ويحسبون أنهم قادرون على شيء من أمر المستقبل : فيقولون : شاعر نتربص به ريب المنون ? !

( أم يريدون كيدا ? فالذين كفروا هم المكيدون ) !

وهم الذين يحيق بهم ما يقدره صاحب الغيب لهم ، وهم الذين يقع عليهم كيده ومكره . والله خير الماكرين .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

35

المفردات :

كيدا : مكرا وشرا .

المكيدون : الذين يحيق بهم الشرّ ، ويعود إليهم وباله .

التفسير :

42- { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } .

هل يريدون تدبير أذى للرسول صلى الله عليه وسلم ؟ لا يستطيعون ذلك ، فالله يعصمه من الناس ، وسيقع جزاء كيدهم وشرّهم بهم .

وهذه الآية من إعجاز القرآن وإخباره بالغيب ، فقد نزلت قبل الهجرة ، حيث اجتمع الكفار في دار الندوة ، يدبِّرون الكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

فمنهم من يرى حبسه ، ومنهم من يرى نفيه خارج مكة ، ومنهم من يرى أن يُختار من كل قبيلة شاب ، ويعطى كل شاب سيفا صارما بتارا ، ويضرب الجميع محمدا ضربة رجل واحد ، وبذلك يتفرق دمه في القبائل ، فلا يقدر بنو عبد مناف على قتالهم ، فيقلبون الدِّية في دمه ، ثم استقروا واتفقوا على هذا الرأي ، لكن الله تعالى أبطل كيدهم ، وحفظ رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأخرجه من بينهم ، وقد أعمى الله أبصارهم عنه ، ويسَّر طريق الهجرة لرسوله صلى الله عليه وسلم ثم هزمهم الله في بدر ، وظل شأنهم في انحدار ، وشأن الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع ، حتى فتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا .

من حاشية الجمل

أريد أن أنقل لك نبذة وصورة من حاشية الجمل على تفسير الجلالين ، لتحيط بأسلوب التأليف للشيخ سليمان بن عمر العجيلي الشافعي بالجمل المتوفى سنة 1204 ه ، حيث يقول ( 4/220 ) :

{ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا . . . }

أي : مكرا وتحيلا في هلاكك .

وفي المصباح : كاده كيدا ، من باب باع ، خدعه ومكر به ، والاسم : المكيدة ، أ . ه .

والاستفهام إنكاري ، على معنى نفي اللياقة والانبغاء ، أي : لا ينبغي ولا يليق منهم هذه الإرادة ، أي التشاور والاجتماع على كيدك ، كما ذكر في قوله تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } . ( الأنفال : 30 )

وكان هذا المكر في دار الندوة ، وهي دار من دور أهل مكة .

والظاهر أنه من الإخبار بالغيب ، فإن السورة مكية ، وذلك الكيد كان وقوعه ليلة الهجرة .

{ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } .

هذا من وقوع الظاهر موقع الضمير ، تنبيها على اتصافهم بهذه الصفة القبيحة ، والأصل : أم يريدون كيدا فهم المكيدون . أو حكم على جنس هم نوع منه ، فيندرجون فيه اندراجا أوليا ، لتوغلهم في هذه الصّفة .

ثم أهلك الله الكافرين في غزوة بدر وما بعدها من غزوات . vi

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

{ هم المكيدون } هم المغلوبون الذين يحيق بهم كيدهم ، ويعود عليهم وباله . اسم مفعول من المكيد ، وهو المكر والخبث والحيلة والحرب . وهو إشارة إلى ما دبروه في دار الندوة بمكة من الفتك به صلى الله عليه وسلم ؛ فعصمه الله منهم وردهم خائبين . وقتلوا يوم بدر في السنة الخامسة عشرة من البعثة . وقد كررت " أم " – كما قدمنا – خمس عشرة مرة ؛ بعدد هذه السنين ، ولذا قالوا : إنه من معجزات القرآن ؛ وكم له من معجزات وغرائب وأسرار ! !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

كيداً : شراً .

مَكيدون : يحيق بهم الشر ويعود عليهم وباله .

بل يريد هؤلاء المشركون بقولهم هذا وافترائهم كيداً في رسول الله وفي الناس . فإن كان هذا ما يريدون فكيدُهم راجعٌ إليهم ووبالُه على أنفسهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

وقوله : { أَمْ يُرِيدُونَ } بقدحهم فيك وفيما جئتهم به { كَيْدًا } يبطلون به دينك ، ويفسدون به أمرك ؟

{ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } أي : كيدهم في نحورهم ، ومضرته عائدة إليهم ، وقد فعل الله ذلك -ولله الحمد- فلم يبق الكفار من مقدورهم من المكر شيئا إلا فعلوه ، فنصر الله نبيه ودينه عليهم{[888]}  وخذلهم وانتصر منهم .


[888]:- في ب: فنصر الله نبيه عليهم، وأظهر دينه، وخذلهم.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

قوله تعالى : { أم يريدون كيداً } مكراً بك ليهلكوك ؟ { فالذين كفروا هم المكيدون } أي : هم المجزيون بكيدهم ، يريد أن ضرر ذلك يعود عليهم ، ويحيق مكرهم بهم ، وذلك أنهمه مكروا به في دار الندوة فقتلوا ببدر .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

قوله تعالى : " أم يريدون كيدا " أي مكرا بك في دار الندوة . " فالذين كفروا هم المكيدون " أي الممكور بهم " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله{[14320]} " [ فاطر : 43 ] وذلك أنهم قتلوا ببدر .


[14320]:راجع جـ 14 ص 358.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

{ أم يريدون } بهذا القول الذي يرمونك به { كيداً } {[61621]}أي مكراً{[61622]} أو ضرراً عظيماً يطفئون به نور الله بزعمهم مع علمهم بأنك صادق فيه ، فهم{[61623]} بسبب إرادتهم ذلك هكذا كان الأصل ، ولكنه قال تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف : { فالذين كفروا } أي ستروا الأدلة تارة عناداً وتارة بالإعراض عن تأملها { هم } أي خاصة { المكيدون * } أي يختص وبال الكيد بلزومه لهم وقطعه لدابرهم لأن من كان الإله عليه كان خاسراً ، وأقرب مآلهم من الكيد الظاهر في بدر عن انتهاء سنين عدتها عدة ما هنا من " أم " وهي خمسة عشرة مرة لأن بدراً كانت في الثانية من الهجرة ، وهي الخامسة عشرة من النبوة ، فقد سبب الله فيها من الأسباب ما أوجب سعيهم{[61624]} إلى هلاكهم بأمور خارقة للعادة ، فلو كانت لهم بصائر لكفتهم في الهداية ، والرد عن الضلالة والغواية .


[61621]:- سقط ما بين الرقمين من مد.
[61622]:- سقط ما بين الرقمين من مد.
[61623]:- زيد من مد.
[61624]:- من مد، وفي الأصل: سبيهم.