السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

{ أم يريدون } أي : بهذا القول الذي يرمونك به { كيداً } أي : مكراً وضرراً عظيماً ليهلكوك به { فالذين كفروا } وكان الأصل فهم ، ولكنه قال تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف { هم } أي خاصة { المكيدون } أي : المغلوبون المهلكون فإنهم مكروا به في دار الندوة فحفظه الله تعالى منهم ثم أهلكهم ببدر عند انتهاء سنين عدتها عدّة ما هنا من أم وهي خمس عشرة مرة ، لأنّ بدراً كانت في الثانية من الهجرة وهي الخامسة عشر من النبوّة فقد سبب الله تعالى فيها من الأسباب ما أوجب سعيهم إلى هلاكهم بأمور خارقة للعادة ، فلو كانت لهم بصائر لكفتهم في الهداية والردّ عن الضلالة والغواية .