فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلۡمَكِيدُونَ} (42)

{ أم يريدون كيدا } أي مكرا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيهلكونه بذلك المكر { فالذين كفروا } هذا من وقوع الظاهر موضع المضمر تنبيها على اتصافهم بهذه الصفة القبيحة والأصل : أم يريدون كيدا فهم { هم المكيدون } أي الممكور بهم ، المجزيون بكيدهم ، فضرر كيدهم يعود عليهم ، { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } ، أو حكم على جنس هم نوع منه فيندرجون فيه اندراجا أوليا لتوغلهم في هذه الصفة ، وكان هذا المكر والتحيل والكيد في دار الندوة ، وهي دار من دور أهل مكة ، والظاهر أنه من الإخبار بالغيب ، فإن السورة مكية ، وذلك الكيد كان وقوعه ليلة الهجرة ثم أهلكهم الله تعالى ببدر عند انتهاء سنين عدتها عدة ما هنا من كلمة أم ، وهي خمس عشرة ، فإن بدرا كانت في الثانية من الهجرة وهي الخامسة عشر من النبوة ، وأذلهم في غير موطن ، ومكر سبحانه بهم { ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين }