في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

ويخلص من هذه اللمسة التي تصل النفس بالكون ، إلى لمسة أخرى تؤكد حقيقة التقدير والتدبير ، التي أقسم عليها بالسماء والطارق . فهذه نشأة الإنسان الأولى تدل على هذه الحقيقة ؛ وتوحي بأن الإنسان ليس متروكا سدى ، ولا مهملا ضياعا :

( فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب والترائب ) . .

فلينظر الإنسان من أي شيء خلق وإلى أي شيء صار . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

المفردات :

دافق : مدفوق ومصبوب بدفع وسرعة .

التفسير :

5 ، 6- فلينظر الإنسان ممّ خلق* خلق من ماء دافق .

فليتأمّل الإنسان الكامل العقل ، الذي خلقه الله بشرا سويّا ، له للنظر عينان ، وللبطش يدان ، وللمشي رجلان ، وله لسان وشفتان ، وله عقل وفهم وفكر ، وإرادة واختيار ، من أي شيء خلق هذا الإنسان ؟

خلق من ماء دافق .

خلق من مني لرجل والمرأة ، من ماء متدفق بشدة وشهوة ، ينتقل من الرجل إلى المرأة ، فيتم تلقيح البويضة ، وتتحول النطفة إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام ثم تكسي العظام لحما ثم ينشئه الله خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين . ( المؤمنون : 14 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

ولما ذكر الله تعالى أن كل نفس عليها حافظ أتبع ذلك بوصية الإنسان بالنظر في أول نشأته ؛ حتى يعلم أم من أنشأه قادر على إعادته وجزائه ، فيعمل لذلك ما يسره في عاقبته فقال { فلينظر الإنسان مم خلق }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ } أي : فليتدبر خلقته ومبدأه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

قوله تعالى : " فلينظر الإنسان " أي ابن آدم " مم خلق " وجه الاتصال بما قبله توصية الإنسان بالنظر في أول أمره ، وسنته الأولى ، حتى يعلم أن من أنشأه قادر على إعادته وجزائه ، فيعمل ليوم الإعادة والجزاء ، ولا يملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبة أمره . و " مم خلق " ؟ استفهام ، أي من أي شيء خلق ؟

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

ولما كان التقدير : لأنه لا بد{[72662]} له{[72663]} من العرض على الخالق سبحانه وتعالى لأن التوكيل بالإنسان لا يكون إلا لعرضه على الملك الديان صاحب الأمر والبرهان{[72664]} ومحاسبته له{[72665]} على ما كان ، كان التقدير : يحفظ أعمالها ويكتبها ليحاسبها الملك على ذلك ، فتسبب عنه قوله تعالى : { فلينظر } أي بالبصيرة { الإنسان } أي الآنس بنفسه الناظر في عطفه إن كان يسلك في ذلك { مم } أي من أي شيء ، وبنى للمفعول العامل في من-{[72666]} أمر بالنظر وهو قوله : { خلق * } إعلاماً بأن الدال هو مطلق الخلق ، وتنبيهاً على تعظيم الفاعل بأن العلم به غير محتاج إلى ذكره{[72667]} باللفظ لأنه لا يقدر على صنعة من صنائعه{[72668]} غيره ، وأمر الإنسان بهذا النظر ليعلم بأمر مبدئه أمر معاده ، فإن من قدر على الابتداء قدر على{[72669]} الإعادة قطعاً ، فإذا صح عنده ذلك اجتهد في أن لا يملي على حافظيه إلا ما يرضي الله تعالى يوم عرضه على الملك الديان{[72670]} ليسره وقت حسابه .


[72662]:من ظ و م، وفي الأصل: بأنه.
[72663]:سقط من م.
[72664]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72665]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72666]:زيد من ظ و م.
[72667]:من ظ و م، وفي الأصل: ذكر.
[72668]:من ظ و م، وفي الأصل: صانعه.
[72669]:سقط من ظ و م.
[72670]:سقط من م.