في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

ذلك - كان - في الدنيا . أما في الآخرة فإنه : ( سيصلى نارا ذات لهب ) . . ويذكر اللهب تصويرا وتشخيصا للنار وإيحاء بتوقدها وتلهبها .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

1

المفردات :

ذات لهب : لتأججها واستعارها .

التفسير :

3- سيصلى نارا ذات لهب .

سيصطلى بنار جهنم يوم القيامة ، والسورة نموذج من الأدب الرفيع ، في توازن آياتها ، وحرف القافية فيها ، فالمعذّب اسمه أبو لهب ، ووسيلة العذاب نار ذات لهب .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

{ سيصلى نارا ذات لهب وامرأته } سيدخل هو وامرأته العوراء أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان بن حرب نارا ذات اشتعال وتوقد عظيم ، وهي نار جهنم .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

قوله تعالى : { سيصلى نارا ذات لهب }

أي ذات اشتعال وتلهب . وقد مضى في سورة " المرسلات " {[16538]} القول فيه . وقراءة العامة : " سيصلى " بفتح الياء . وقرأ أبو رجاء والأعمش : بضم الياء . ورواها محبوب ، عن إسماعيل ، عن ابن كثير ، وحسين ، عن أبي بكر ، عن عاصم ، ورويت عن الحسن . وقرأ أشهب العقيلي وأبو سمال العدوي ومحمد بن السميقع " سيُصلى " بضم الياء ، وفتح الصاد ، وتشديد اللام ، ومعناها سيصليه الله ، من قوله : " وتصلية جحيم " {[16539]} [ الواقعة : 94 ] . والثانية من الإصلاء ، أي يصليه الله ، من قوله : { فسوف نصليه نارا }{[16540]} [ النساء : 30 ] . والأولى هي الاختيار ؛ لإجماع الناس عليها ، وهي من قوله : { إلا من هو صال الجحيم }{[16541]} [ الصافات :163 ] .


[16538]:راجع جـ 19 ص 160.
[16539]:آية 94 سورة الواقعة.
[16540]:آية 30 سورة النساء.
[16541]:آية 163 سورة الصافات.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

ولما أخبر سبحانه وتعالى بوقوع هذا التبار الأعظم به ، وكان لا عذاب يداني عذاب الآخرة ، بينه بقوله : { سيصلى } أي عن قرب بوعد لا خلف فيه { ناراً } أي فيدس فيها ، وتنعطف عليه ، وتحيط به .

ولما كان المقصود شدة نكايته بأشد ما يكون من الحرارة كما أحرق أكباد الأولياء ، وكانت النار قد تكون جمراً ثم تنطفىء عن قرب قال : { ذات لهب * } أي لا تسكن ولا تخمد أبداً ؛ لأن ذلك مدلول الصحبة المعبر عنها ب " ذات " ، وذلك بعد موته ، وليس في السورة دليل قاطع على أنه لا يؤمن ، لجواز أن يكون الصلي على الفسق ، فلا دليل فيها لمن يقول : إن فيها التكليف بما علم أنه محال ، ليكون قد كلف بأن يؤمن ، وقد علم أنه حكم بأنه لا يؤمن ، وإن كان الله قد حقق هذا الخبر بموته كافراً في الثانية من الهجرة عقب غزوة بدر ، وهي الخامسة عشرة من النبوة ، لكن ما عرف تحتم كفره إلا بموته كافراً لا بشيء في هذه السورة ولا غيرها . ومن الغرائب أن الكلمات المتعلقة به في هذه السورة خمس عشرة كلمة ، فكانت مشيرة إلى سنة موته ، بعد أن رأى تبابه في وقعة بدر وغيرها بعينه ، فإذا ضممنا إليها كلمات البسملة الأربع وازت سنة ست من الهجرة ، وهي سنة عمرة الحديبية سنة الفتح السببي التي تحقق فيها تبابه وخساره عند كل من عنده إيمان بالغيب ودفع للريب ، فإذا ضممت إليها الضميرين البارزين اللذين هما أقرب إلى الكلمات الاصطلاحية من المستترة وازت سنة ثمان من الهجرة التي كان فيها الفتح الحقيقي ، فتحقق عند قريش كافة ما أنزل فيه في هذه السورة ، فإذا ضممت إليها الضمائر الثلاثة المستترة وازت سنة إحدى عشرة ، على أنك إذا بدأت بالضمائر المستترة حصلت المناسبة أيضاً ، وذلك أنها توازي سنة تسع ، وهي سنة الوفود التي دخل الناس فيها في الدين أفواجاً ، وحج فيها بالناس أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أميراً ، ونودي في الموسم ببراءة ، وأن لا يحج بعد العام مشرك ، فتحققت خيبة أبي لهب عند كل من حضر الموسم ، لا سيما من كان يعلم دورانه وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، وتكذيبه له من مسلم وغيره ، فإذا ضممنا إلى ذلك الضميرين البارزين وازت سنة إحدى عشرة أول سني خلافة الصديق رضي الله عنه التي فتحت فيها جميع جزيرة العرب بعد أن لعب الشيطان بكثير من أهلها . فرجعوا بعد أن قتل الله منهم من علم أنه مخلوق لجهنم ، وتحقق حينئذ ما لأبي لهب من التباب والنار ذات الالتهاب عند العرب كافة بإيمانهم عامة في السنة الحادية عشرة من الهجرة ، بعد مضي ثلاث وعشرين سنة من النبوة ، واستقر الأمر حينئذ ، وعلم أن الدين قد رسخت أوتاده ، وثبت عماده ، وأن الذي كان يحميه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قد حماه بعده ، وهو سبحانه حي لا يموت ، وقادر لا يعجزه شيء . وعدد كلمات السورة ثلاث وعشرون ، وهي توازي سنة حجة الوداع سنة عشر ، فإنها السنة الثالثة والعشرون من المبعث ، وفيها كمل الدين ونزلت آية المائدة . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرض العرب ، فتحقق كل الناس -لا سيما من حضر الموسم- تباب أبي لهب الذي كان يدور في تلك المشاهد وراء النبي صلى الله عليه وسلم يكذبه ويؤذيه{ إن في ذلك لعبرة }[ آل عمران : 13 - والنور : 44 ] .