غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

1

{ سيصلى ناراً ذات لهب } وطالما استدل به أهل السنة في وقوع تكليف ما لا يطاق قائلين إنه تعالى كلف أبا لهب بالإيمان ، ومن جملة الإيمان تصديق الله في كل ما أخبر عنه ، ومما خبر عنه أنه لا يؤمن ، وأنه من أهل النار ، فقد صار مكلفاً بأن يؤمن ، وبأن لا يؤمن ، وهو تكليف بالجمع بين النقيضين . وأجيب بأنه كلف بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فقط ، لا بتصديقه وعدم تصديقه حتى يجتمع النقيضان ، وغاية ذلك أنهم كلفوا بالإيمان بعد علمهم بأنهم لا يؤمنون ، وليس فيه إلا انتفاء فائدة التكليف ؛ لأن فائدة التكليف بما علم الله لا يكون هو الابتلاء وإلزام الحجة ، وهذا لا يتصور بعد أن يعلم المكلف حاله من امتناع صدور الفعل عنه ، والتكليف من غير فائدة جائز عندكم ؛ لأن أفعاله تعالى غير معللة بغرض وفائدة على معتقدكم .

/خ5