الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ} (3)

ثم قال تعالى : { سيصلى نارا ذات لهب } روي( {[78051]} ) . عن أبي بكر( {[78052]} ) عن عاصم أنه قرأ : " سَيُصْلَى " بضم الياء( {[78053]} ) والمعنى : سَيُقَاسِي حر نار ذات توقد وتلهب .

يقال : صليت بالأمر أصلى : إذا قاسيت حره وشدته ، وصليته : شويته( {[78054]} ) وفي الحديث " شاة مصلية( {[78055]} ) " أي( {[78056]} ) : مشوية( {[78057]} ) والمعنى : سيصلى أبو لهب نارا ذات لهب( {[78058]} ) وامرأته ، وجاز العطف على المضمر المرفوع ، [ لأنه قد فرق( {[78059]} ) ] بينهما فقام التفريق مقام التأكيد .


[78051]:(أ)، (ث): وروي.
[78052]:هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الحناط الأسدي النهشلي الكوفي، راوي عاصم، قرأ عليه يعقوب وغير، ت: 193هـ، انظر: الغاية لابن الجوزي 1/325.
[78053]:انظر: الغاية لابن مهران: 294 وتفسير القرطبي: 20/238.
[78054]:انظر: اللسان: (صلا).
[78055]:ث: مصليته.
[78056]:ث: أو وردت هذه العبارة في حديث عن صلة بن زفر قال: "كنا عند عمار بن ياسر فأتى بشاة مصلية فقالوا: كلوا..." الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك ح: 681.
[78057]:هو قول الكسائي في اللسان: (صلا) وانظر: النهاية لابن الأثير 3/50.
[78058]:أ: تلهب.
[78059]:م، ث: لأنك قد فرقت.