في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

1

ثم ترتفع نبرة العتاب حتى لتبلغ حد الردع والزجر : ( كلا ! ) . . لا يكن ذلك أبدا . . وهو خطاب يسترعي النظر في هذا المقام .

ثم يبين حقيقة هذه الدعوة وكرامتها وعظمتها ورفعتها ، واستغناءها عن كل أحد . وعن كل سند وعنايتها فقط بمن يريدها لذاتها ، كائنا ما كان وضعه ووزنه في موازين الدنيا : ( إنها تذكرة . فمن شاء ذكره . في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة . بأيدي سفرة . كرام بررة . ) . . فهي كريمة في كل اعتبار . كريمة في صحفها ، المرفوعة المطهرة الموكل بها السفراء من الملأ الأعلى ينقلونها إلى المختارين في الأرض ليبلغوها . وهم كذلك كرام بررة . . فهي كريمة طاهرة في كل ما يتعلق بها ، وما يمسها من قريب أو من بعيد . وهي عزيزة لا يتصدى بها للمعرضين الذين يظهرون الاستغناء عنها ؛ فهي فقط لمن يعرف كرامتها ويطلب التطهر بها . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

1

المفردات :

كلا : حقا ، أو إرشاد بليغ لترك المعاودة .

إنها تذكرة : إن آيات القرآن موعظة وتذكير .

التفسير :

11 ، 12- كلاّ إنها تذكرة* فمن شاء ذكره .

كلا . أي : لا تفعل مثل هذا مرة أخرى ، إن هذه الصحف السماوية- ومنها القرآن الكريم- تذكرة للإنسان بربه ، وهذه التذكرة مودعة في الفطرة ، وترك للإنسان العقل والإرادة والاختيار ليتذكر ربه .

فمن شاء ذكره .

من شاء ذكر ربه وآمن به ، أو من شاء ذكر القرآن واتعظ به ، أو من شاء ذكر الرسالة السماوية ، وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّا ورسولا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

فمن شاء ذكَره : فمن شاء اتعظ به .

فمن شاء اتّعظ بالقرآن .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

{ فمن شاء } من عباد الله ، { ذكره } أي اتعظ به . وقال مقاتل : فمن شاء الله ذكره وفهمه ، واتعظ بمشيئته وتفهيمه ، والهاء في { ذكره } راجعة إلى القرآن والتنزيل والوعظ .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فمن شاء من عباد الله ذكره، يقول: ذكر تنزيل الله ووحيه، والهاء في قوله «إنّها» للسورة، وفي قوله «ذَكَرَهُ» للتنزيل والوحي...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

جائز أن يكون معناه: من شاء الله أن يذكره، أو شاء ذكره، أي قد مكن كل التذكير، وإنه ليس أحد بممنوع ولا مجبور على الفعل؛ فمن ترك التذكر فهو الذي ضيع ذلك حين آثر، واختار ضده، واشتغل بغيره، وأعرض عن ذكره. وجائز أن يكون على تحقيق الفعل أي من تذكر به فهو ذكر له...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي كان حافظاً له غير ناس، وذكر الضمير لأنّ التذكرة في معنى الذكر والوعظ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

يتضمن وعداً ووعيداً على نحو قوله تعالى: {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً} [النبأ: 39]...

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

والجملة المؤكدة تعليل لما أفادته كلا ببيان علو رتبة القرآن العظيم الذي استغنى عنه من تصدى عليه الصلاة والسلام له، والجملة الثانية اعتراض جيء به للترغيب في القرآن والحث على حفظه أو الاتعاظ به...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أي هي تذكرة لك بالأصالة وينتفع بها من شاء أن يتذكر على حسب استعداده، أي يتذكر بها كل مسلم كقوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]. وفي قوله: {فمن شاء ذكره} تعريض بأن موعظة القرآن نافعة لكل أحد تجرد عن العناد والمكابرة، فمن لم يتعظ بها فلأنه لم يشأ أن يتعظ. وهذا كقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} [النازعات: 45] وقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم} [التكوير: 28] وقوله: {وإنه لتذكرة للمتقين} [الحاقة: 48] ونحوه كثير...

والتذكرة: اسم لما يُتذكر به الشيءُ إذا نُسي. قال الراغب: وهي أعم من الدلالة والأمارة قال تعالى: {فما لهم عن التذكرة معرضين}...

و {ذكره} هو من الذكر القلبي الذي مصدره بضم الدال في الغالب، أي فمن شاء عمل به ولا ينساه...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وتشير الآية التالية إلى اختيارية الهداية والتذكّر: (فَمَنْ شاء ذكره). نعم، فلا إجبار ولا إكراه في تقبل الهدي الرّباني، فالآيات القرآنية مطروحة وأسمعت كلّ الآذان، وما على الإنسان إلاّ أن يستفيد منها أو لا يستفيد...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

ويدل على أنه أراد القرآن قوله : " فمن شاء ذكره " أي كان حافظا له غير ناس ، وذكر الضمير ؛ لأن التذكرة في معنى الذكر والوعظ . وروى الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى : " فمن شاء ذكره " قال من شاء الله تبارك وتعالى ألهمه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

ولما كان سبحانه قد خلق للإنسان عقلاً واختياراً ، ويسر أمر{[71649]} القرآن في الحفظ والفهم لمن أقبل عليه ، سبب عن ذلك قوله : { فمن شاء } أي ذكره{[71650]} بعد مشيئة الله تعالى كما تقدم تقييده في القرآن غير مرة { ذكره * } أي حفظ القرآن كله وتذكر ما فيه من الوعظ من غير تكرير ولا معالجة تحوج إلى الإعراض عن بعض المقبلين الراغبين ، وللإشارة{[71651]} إلى حفظه كله ذكر الضمير .


[71649]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[71650]:في ظ و م: الذكر.
[71651]:من ظ، وفي الأصل و م: الإشارة.