تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (12)

الآية 12 : وقوله تعالى : { فمن شاء ذكره } جائز أن يكون معناه : من شاء الله أن يذكره ، أو شاء ذكره ، أي قد مكن كل التذكير ، وإنه ليس أحد بممنوع ولا مجبور على الفعل ؛ فمن ترك التذكر فهو الذي ضيع ذلك حين{[23130]} آثر ، واختار ضده ، واشتغل بغيره ، وأعرض عن ذكره .

وجائز أن يكون على تحقيق الفعل أي من تذكر به فهو ذكر له ، فكنى بالمشيئة عن الفعل لما ذكرنا أنها تقترن بالفعل ، ولا تزايله ، فيكون في ذكرها ذكر الفعل ، أو يكون على إرادة الفعل قبل وجوده .


[23130]:في الأصل وم: حيث.