تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

27

المفردات :

ثلة من الأولين : جماعة كثيرة من سابقي هذه الأمة .

وثلة من الآخرين : وجماعة كثيرة من متأخريها .

التفسير :

39 ، 40- { ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ } .

أي : أصحاب اليمين جماعة كبيرة من الأمم السابقة ، وجماعة كبيرة من المتأخرين ، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

وقيل : المراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : جماعة من الأولين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وجماعة من الآخرين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

أخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هم جميعا من أمتي " .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

قوله تعالى : { وثلة من الآخرين } من مؤمني هذه الأمة ، هذا قول عطاء ومقاتل .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد العدل ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدقاق ، حدثنا محمد بن عبد العزيز ، حدثنا عيسى بن المساور ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عيسى بن موسى ، عن عروة بن رويم قال : " لما أنزل الله على رسوله { ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين } بكى عمر رضي الله عنه ، وقال : يا نبي الله آمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقناه ومن ينجو منا قليل ؟ فأنزل الله عز وجل : { ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين } فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال : قد أنزل الله عز وجل فيما قلت ، فقال عمر رضي الله عنه : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من آدم إلينا ثلة ، ومني إلى يوم القيامة ثلة ، ولا يستتمها إلى سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد ابن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا مسدد ، حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : " عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل ، والنبي ومعه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سواداً كثيراً سد الأفق فرجوت أن يكونوا أمتي ، فقيل : هذا موسى في قومه ، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكنا آمنا بالله ورسوله ، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ، فقام عكاشة بن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ فقال : نعم فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ قال عليه السلام : قد سبقك بها عكاشة " . ورواه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عرضت علي الأنبياء الليلة بأتباعها حتى أتى علي موسى عليه السلام في كبكبة بني إسرائيل فلما رأيته أعجبوني ، فقلت : أي رب من هؤلاء ؟ قيل : هذا أخوك موسى ومعه بنو إسرائيل ، قلت : رب فأين أمتي ؟ قيل : انظر عن يمينك ، فإذا ظراب مكة قد سدت بوجوه الرجال ، قيل : هؤلاء أمتك أرضيت ؟ قلت : رب رضيت ، رب رضيت ، قيل انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال ، قيل : هؤلاء أمتك أرضيت ؟ قلت : رب رضيت ، فقيل : إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة لا حساب لهم ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا ، وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب ، وإن عجزتم فكونوا من أهل الأفق ، فإني قد رأيت ثم أناساً يتهاوشون كثيرا " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد ابن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة فقال : " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قلنا : نعم ، قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قلنا : نعم ، قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، وما أنتم من أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " . وذهب جماعة إلى أن الثلثين جميعاً من هذه الأمة ، وهو قول أبي العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والضحاك ، قالوا : { ثلة من الأولين } من سابقي هذه الأمة { وثلة من الآخرين } من هذه الأمة في آخر الزمان .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسن بن محمد الدينوري ، حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الضبي ، أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، حدثنا محمد بن كثير ، أنبأنا سفيان عن أبان بن أبي عياش عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في هذه الآية : " { ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما جميعاً من أمتي " .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وثلة من الآخرين} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أمة محمد أكثر أهل الجنة، وهم سابقو الأمم الخالية ومقربوها...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: الذين لهم هذه الكرامة التي وصف صفتها في هذه الآيات ثُلّتان، وهي جماعتان وأمتان وفرقتان:"ثُلّةٌ مِنَ الأوّلِينَ"، يعني جماعة من الذين مضوا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، "وَثُلّةٌ مِنَ الآخِرِينَ"، يقول: وجماعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

واختلف الناس في قوله: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}؛

فقال الحسن بن أبي الحسن وغيره، الأولون: سالف الأمم، منهم جماعة عظيمة أصحاب يمين، والآخرون: هم هذه الأمة، منهم جماعة عظيمة أهل يمين.

قال القاضي أبو محمد: بل جميعهم إلا من كان من السابقين.

وقال قوم من المتأولين: هاتان الفرقتان في أمة محمد، وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الثلثان من أمتي»، فعلى هذا التابعون بإحسان ومن جرى مجراهم ثلة أولى، وسائر الأمة ثلة أخرى في آخر الزمان.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

{ وثلة من الآخرين } من هذه الأمة يعني ان أصحاب الجنة نصفان نصف من الأمم الماضية ونصف من هذه الأمة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

قوله تعالى : " ثلة من الأولين . وثلة من الآخرين " رجع الكلام إلى قوله تعالى : " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين " أي هم " ثلة من الأولين . وثلة من الآخرين " وقد مضى الكلام في معناه . وقال أبو العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والضحاك : " ثلة من الأولين " يعني من سابقي هذه الأمة " وثلة من الآخرين " من هذه الأمة من آخرها ، يدل عليه ما روي عن ابن عباس في هذه الآية " ثلة من الأولين . وثلة من الآخرين " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هم جميعا من أمتي ) . وقال الواحدي : أصحاب الجنة نصفان من الأمم الماضية ونصف من هذه الأمة . وهذا يرده ما رواه ابن ماجه في سننه والترمذي في جامعه عن بريدة بن خصيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . و " ثلة " رفع على الابتداء ، أو على حذف خبر حرف الصفة ، ومجازه : لأصحاب اليمين ثلتان : ثلة من هؤلاء وثلة من هؤلاء . والأولون الأمم الماضية ، والآخرون هذه الأمة على القول الثاني .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

{ وثلة } أي منهم { من الآخرين * } فلم يبين فيهم قلة ولا كثرة ، والظاهر أن الآخرين أكثر ، فإن وصف الأولين بالكثرة لا ينافي كون غيرهم أكثر ليتفق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن هذه الأمة ثلثا أهل الجنة ، فإنهم عشرون ومائة صف ، هذه الأمة منهم ثمانون صفاً " .

   
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ} (40)

قوله : { وثلة من الأخرين } أي جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين . وروي عن ابن عباس في قوله : { ثلة من الأولين 39 وثلة من الأخرين } قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما جميعا من أمتي " .

على أنه قال قبل هذا : { وقليل من الأخرين } ثم قال هنا : { وثلة من الأخرين } لأن ذاك في السابقين وهذا في أصحاب اليمين وأنهم يتكاثرون من الأولين والآخرين جميعا{[4442]} .


[4442]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 294 وتفسير النسفي جـ 4 ص 216، 217.