قوله : { ثلة من الأولين ، وثلة من الآخرين } .
رجع الكلام إلى قوله تعالى : { وَأَصْحَابُ اليمين مَا أَصْحَابُ اليمين } أي هم ثلة من الأولين ، وثلة من الآخرين ، وقد مضى الكلام في معناه .
وقال أبو العالية ، ومجاهد ، وعطاء بن أبي رباح والضحاك : { ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين } يعني : من سابقي هذه الأمة ، { وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخرين } من هذه الأمة من آخرها{[54899]} .
بدليل ما «روي عن ابن عباس في هذه الآية : { ثلة من الأولين ، وثلة من الآخرين } ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «جَمِيعاً مِنْ أمَّتِي » {[54900]} .
وقال الواحدي : «أصحاب الجنة نصفان : نصف من الأمم الماضية ، ونصف من هذه الأمة » . ويرد هذا ما روى ابن ماجه في «سننه » والترمذي في «جامعه » عن بريدة بن الحصيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أهْلُ الجنَّةِ عِشْرُونَ ومائة صنف ، ثمانُون منْهَا من هذهِ الأمَّةِ ، وأربعُونَ من سَائِرِ الأمَمِ »{[54901]} .
و«ثُلَّةٌ » رفع على الابتداء ، أو على حذف خبر حرف الصفة ، ومجازه : لأصحاب اليمين ثلَّتان : ثلّة من هؤلاء ، وثلّة من هؤلاء .
فالأوَّلُون : الأمم الماضية ، والآخرون : هذه الأمة على قول الواحدي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.