ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه : ( ما أغنى عني ماليه ) . . ( هلك عني سلطانيه ) . . فلا المال أغنى أو نفع . ولا السلطان بقي أو دفع . . والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة وفي ياء العلة قبلها بعد المد بالألف ، في تحزن وتحسر . . هي جزء من ظلال الموقف الموحية بالحسرة والأسى إيحاء عميقا بليغا . .
سلطانيه : حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا ، أو ملكي وسلطاني .
28 ، 29- ما أغنى عني ماليه* هلك عني سلطانيه .
لم ينفعني ما كان لي في الدنيا من ذهب وفضة ، وحرث وزرع ، ودور وقصور ، وحشم وخدم ، فقد وفدت على ربّي وحيدا فريدا .
قال تعالى : ولقد جئتمونا فرادى أول مرة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم . . . ( الأنعام : 94 ) .
هلك عني سلطاني وحجتي وبطلت وضاعت ، أو ذهب ملكي وتسلّطي وجبروتي ، وبقيت ذليلا مهينا .
ثم التفت إلى ماله وسلطانه ، فإذا هو وبال عليه لم يقدم منه لآخرته ، ولم ينفعه في الافتداء من عذاب الله{[1216]} فيقول : { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ } أي : ما نفعني لا في الدنيا ، لم أقدم منه شيئا ، ولا في الآخرة ، قد ذهب وقت نفعه .
ولما كان التمني مفهماً لأنه كان له{[68095]} ضد ما تمناه من البعث على ما كانت تخبره به الرسل و{[68096]}من الحساب الذي هو سر البعث وخالصه ، وقد كان يقول : إنه يتخلص منه ، على تقدير كونه ، بماله وجاهه قال معللاً لتمنيه : { ما أغنى } نافياً{[68097]} تأسفاً على فوات ما كان{[68098]} يرجو من نفعه ، والمفعول على هذا التقدير محذوف للتعميم ، أو مستفهماً استفهام إنكار على نفسه وتوبيخ حيث سولت له ما أثمر له كل سوء وكل محال منازعة للفطرة الأولى المؤيدة بما أخبرت به الرسل حتى أوقعه ذلك التسويل في الهلكة { عني ماليه * } أي الذي منعت منه حق الله وتعظمت به على عباده{[68099]} . وهذا النفي للإغناء سائغ مفهوم على كل من تقريري النفي والاستفهام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.