في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

ولا يقطع هذه الرنة الحزينة المديدة إلا الأمر العلوي الجازم ، بجلاله وهوله وروعته :

( خذوه . فغلوه . ثم الجحيم صلوه . ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) . .

يا للهول الهائل ! ويا للرعب القاتل ! ويا للجلال الماثل !

( خذوه ) . .

كلمة تصدر من العلي الأعلى . فيتحرك الوجود كله على هذا المسكين الصغير الهزيل . ويبتدره المكلفون بالأمر من كل جانب ، كما يقول ابن أبي حاتم بإسناده عن المنهال بن عمرو : " إذا قال الله تعالى : خذوه ابتدره سبعون ألف ملك . إن الملك منهم ليقول هكذا فيلقي سبعين ألفا في النار " . . كلهم يبتدر هذه الحشرة الصغيرة المكروبة المذهولة !

( فغلوه ) . .

فأي السبعين ألفا بلغه جعل الغل في عنقه . . !

( ثم الجحيم صلوه ) . .

ونكاد نسمع كيف تشويه النار وتصليه . .

( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) . .

وذراع واحدة من سلاسل النار تكفيه ! ولكن إيحاء التطويل والتهويل ينضح من وراء لفظ السبعين وصورتها .

ولعل هذا الإيحاء هو المقصود ! .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

25

فغلّوه : اجعلوا الغلّ في يديه وعنقه .

الجحيم صلّوه : أدخلوه ، أو أحرقوه فيها .

فاسلكوه : فأدخلوه فيها .

30 ، 31 ، 32- خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه .

يأمر الله تعالى الملائكة أن يأخذوه للعذاب ، وأن يشدّوا بالأغلال والقيود يده إلى عنقه ، ثم يأمرهم الله ألا يجعلوا جسمه إلا في الجحيم ، حتى يصطلى بنارها ويحترق بعذابها ، ثم يوضع في سلسلة طولها سبعون ذراعا ، يلف بها جسمه من أوله إلى آخره ، وذراع واحدة تكفي لتعذيبه ، لكن الله جعل سلسلة العذاب سبعين ذراعا لإرادة الوصف بالطول ، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد ، والعذاب أقسى وأعنف .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

صَلّوه : ألقوه في النار حتى يصلاها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

{ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ } أي : قلبوه على جمرها ولهبها .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

" ثم الجحيم صلوه " أي اجعلوه يصلى الجحيم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ} (31)

ولما كان الغل لما{[68108]} بعده من العقاب ، قال معظماً رتبة عقابه في الشدة والهول بالتعبير بأداة التراخي : { ثم الجحيم } أي النار العظمى التي تجمح على من يريد دفاعاً وتحجم عنها من رآها لأنها في غاية الحمو والتوقد والتغيظ والتشدد { صلوه * } أي بالغوا في تصليته إياها وكرروها لغمسه في النار كالشاة المصلية مرة بعد أخرى ولا{[68109]} تصلوه في أول أمره غيرها{[68110]} لأنه كان لا يألو جهداً أن يحرق قلوب النصحاء بأشد ما يقدر عليه{[68111]} من الكلام وغيره ، وكان يتعظم على الضعفاء ، فناسب أن يصلى أعظم النيران ،


[68108]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[68109]:- زيد من ظ وم.
[68110]:- من ظ وم، وفي الأصل: لمن.
[68111]:- العبارة من هنا إلى "بعدم الأعمال" (ص: 370 س:6) نسخت من ظ لأجل انطماسها في الأصل.