في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

62

( وأشرقت الأرض بنور ربها ) . .

أرض الساحة التي يتم فيها الاستعراض . ونور ربها الذي لا نور غيره في هذا المقام . .

( ووضع الكتاب ) . . الحافظ لأعمال العباد . .

( وجيء بالنبيين والشهداء ) . . ليقولوا كلمة الحق التي يعلمون . . وطوي كل خصام وجدال - في هذ المشهد - تنسيقاً لجوه مع الجلال والخشوع الذي يسود الموقف العام :

( وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون . ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ) . .

فلا حاجة إلى كلمة تقال ، ولا إلى صوت واحد يرتفع .

ومن ثم تجمل وتطوى عملية الحساب والسؤال والجواب التي تعرض في مشاهد أخرى . لأن المقام هنا مقام روعة وجلال .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

67

المفردات :

ما عملت : جزاء ما عملت .

التفسير :

70- { ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون } .

وأعطيت كل نفس جزاء عملها ، خيرا كان أو شرّا ، والله تعالى أعلم بفعلهم فلا يفوته شيء من أعمالهم .

قال تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خير يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . ( الزلزلة : 7 ، 8 ) .

وقال تعالى : { ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } . ( الكهف : 49 ) .

جاء في صفوة التفاسير للصابوني :

{ وهو أعلم بما يفعلون } .

أي : هو تعالى أعلم بما عمل كل إنسان ، ولا حاجة به إلى كتاب ولا إلى شاهد ، ومع ذلك تشهد الكتب إلزاما للحجّة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

فيحصل حكم يقر به الخلق ، ويعترفون للّه بالحمد والعدل ، ويعرفون به من عظمته وعلمه وحكمته ورحمته ما لم يخطر بقلوبهم ، ولا تعبر عنه ألسنتهم ، ولهذا قال : { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

ولما كان ذلك ربما كان بالنسبة إلى ما وقع فيه الحكم ، وليس نصاً في شمول الحكم لكل عمل ، نص عليه بقوله ، ذاكراً الوفاء والعمل لاقتضاء السياق ذلك بذكر الكتاب وما في حيزه من النبيين والشهداء والقضاء الحق ، وذلك كله أليق بذكر العمل المؤسس على العلم ، والوفاء الذي هو الركن الأعظم في الحق ومساق العلم ، والعلم والوفاء أوفق لجعل العمل نفسه هو الجزاء بأن يصور بما يستحقه من الصور المليحة إن كان ثواباً والقبيحة إن كان عقاباً ، والفرق بينه وبين العقل المؤسس على الشهوة وقوة الداعية : { ووفيت كل نفس } ولما كانت التوفية في الجزاء على غاية التحرير والمبالغة في الوفاء والمشاكلة في الصورة والمعنى ، جعل الموفي نفس العمل فقال : { ما عملت } أي من الحسنات ، ولذلك عبر بالعمل الذي لا يكون إلا مع العلم وأفهم الختام تقدير " والله أعلم بما يعملون " .

ولما كان المراد بالشهداء إقامة الحقوق على ما يتعارفه العباد وكان ذلك ربما أوهم نقصاً في العلم قال : { وهو أعلم } أي من العاملين والشهداء عليهم { بما يفعلون * } أي مما عمل به بداعية من النفس سواء كان مع مراعاة العلم أو لا . فالآية من الاحتباك : ذكر ما عملت أولاً يدل على ما فعلت ثانياً ، وذكر ما يفعلون ثانياً يدل عليه ما يفعلون أولاً ، وسره أن ما ذكر أوفق للمراد من نفي الظلم على حكم الوعد بالعدل والفضل لأن فيه الجزاء على كل ما بني على علم ، وأما المشتهي فما ذكر أنه يجازى عليه بل الله يعلمه .