في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (62)

57

ويبين لهم أن انحرافهم وشرودهم أثر من اتباع الشيطان . والرسول أولى أن يتبعوه :

( ولا يصدنكم الشيطان . إنه لكم عدو مبين ) . .

والقرآن لا يفتأ يذكر البشر بالمعركة الخالدة بينهم وبين الشيطان منذ أبيهم آدم ، ومنذ المعركة الأولى في الجنة . وأغفل الغافلين من يعلم أن له عدواً يقف له بالمرصاد ، عن عمد وقصد ، وسابق إنذار وإصرار ثم لا يأخذ حذره ثم يزيد فيصبح تابعاً لهذا العدو الصريح !

وقد أقام الإسلام الإنسان في هذه المعركة الدائمة بينه وبين الشيطان طوال حياته على هذه الأرض ؛ ورصد له من الغنيمة إذا هو انتصر ما لا يخطر على قلب بشر ، ورصد له من الخسران إذا هو اندحر ما لا يخطر كذلك على قلب بشر . وبذلك حول طاقة القتال فيه إلى هذه المعركة الدائبة ؛ التي تجعل من الإنسان إنساناً ، وتجعل له طابعه الخاص بين أنواع الخلائق المتنوعة الطبائع والطباع ! والتي تجعل أكبر هدف للإنسان على الأرض أن ينتصر على عدوه الشيطان ؛ فينتصر على الشر والخبث والرجس ؛ ويثبت في الأرض قوائم الخير والنصح والطهر .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (62)

57

التفسير :

62- { ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين } .

لا يصرفنكم الشيطان عن إتباع الحق واعتناق الإسلام ، والاهتداء بهدى محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن الشيطان عدو ظاهر العداوة ، والمعركة بين الشيطان والإنسان معركة قديمة ومستمرة ، والإنسان مطالب بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والتحرز من إضلاله وإغوائه ، والاستعاذة بالله من كيده .

قال تعالى : { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } . ( الأعراف : 201 ) .

وفي آخر السورة من سور القرآن الكريم ، نجد دعوة إلى التحصن بقوة الله ورحمته وهدايته من شر الشيطان وكيده ، سواء أكان الشيطان من الجن أو من الإنس .

قال تعالى : { قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس } . ( الناس : 1-6 ) .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (62)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (62)

" ولا يصدنكم الشيطان " أي لا تغتروا بوساوسه وشبه الكفار المجادلين ، فإن شرائع الأنبياء لم تختلف في التوحيد ولا فيما أخبروا به من علم الساعة وغيرها بما تضمنته من جنه أو نار . " إنه لكم عدو مبين " تقدم في " البقرة " {[13663]} وغيرها .


[13663]:راجع ج 2 ص 209 طبعة ثانية.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (62)

ولما حثهم على السلوك لصراط الولي الحميد بدلالة الشفوق النصوح الرؤوف الرحيم ، حذرهم من العدو البعيد المحترق الطريد ، فقال دالاً على عظيم فتنته بما له من التزيين للمشتهى والأخذ من المأمن والتلبيس للمشكل والتغطية للخوف بالتأكيد ، لما هم تابعون من ضده على وجه التقليد : { ولا يصدنكم } أي عن هذا الطريق الواضح الواسع المستقيم الموصل إلى المقصود بأيسر سعي { الشيطان } ولما كان كأنه قيل ما له يصدنا عن سبيل ربنا ؟ ذكر العلة تحذيراً في قوله : { إنه لكم } أي عامة ، وأكد الخبر لأن أفعال التابعين لكم أفعال من ينكر عداوته : { عدو مبين } أي واضح العداوة في نفسه مناد بها ، وذلك بإبلاغه في عداوة أبيكم حتى أنزلكم بإنزاله عن محل الراحة إلى موضع النصب ، عداوة ناشئة عن الحسد ، فهي لا تنفك أبداً .