في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ} (27)

17

ونعمة يلتذونها ويطعمونها ويعيشون فيها مسرورين محبورين .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ} (27)

المفردات :

ونعمة : وتنعم ، والنعمة بالفتح : التنعيم ، والنعمة بالكسر : ما أنعم الله به عليك .

فاكهين : متنعمين ، يقال : فكه يفكه فكها : كان طيب النفس مزاحا .

17

المفردات :

جنات : بساتين .

وعيون : جمع عين ، والمراد : عين الماء .

التفسير :

25 ، 26 ، 27- { كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين } .

ما أكثر النعم التي كانوا يتمتعون بها ، لقد تركوا كثيرا من البساتين والحدائق الغناء ، والأنهار والعيون الجارية ، والمزارع العديدة فيها أنواع المزروعات ، ومجالس ومنازل حسنة ، ومحافل خاصة ، ونواد خاصة ، ومجالس شريفة ، وغير ذلك من صنوف النعم التي كانوا يتمتعون بها ، مع الحسن والنضارة والرفاهية ، وكمال السرور .

قال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير :

بين الله تعالى أنهم بعد غرقهم تركوا هذه الأشياء الخمسة وهي : الجنات ، والعيون ، والزروع ، والمقام الكريم -وهو المجالس والمنازل الحسنة- ونعمة العيش -بفتح النون- وهي حسنه ونضارته . اه .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ} (27)

" ونعمة كانوا فيها فاكهين " النعمة ( بالفتح ) : التنعيم ، يقال : نعمه الله وناعمه فتنعم . وامرأة منعمة ومناعمة ، بمعنى . والنعمة ( بالكسر ) : اليد والصنيعة والمنة وما أنعم به عليك . وكذلك النعمى . فإن فتحت النون مددت وقلت : النعماء . والنعيم مثله . وفلان واسع النعمة ، أي واسع المال . جميعه عن الجوهري . وقال ابن عمر : المراد بالنعمة نيل مصر . ابن لهيعة : الفيوم . ابن زياد : أرض مصر لكثرة خيرها . وقيل : ما كانوا فيه من السعة والدعة . وقد يقال : نعمة ونعمة ( بفتح النون وكسرها ) ، حكاه الماوردي . قال : وفي الفرق بينهما وجهان : أحدهما : أنها بكسر النون في الملك ، وبفتحها في البدن والدين ، قاله النضير بن شميل . الثاني : أنها بالكسر من المنة وهو الإفضال والعطية ، وبالفتح من التنعيم وهو سعة العيش والراحة . قاله ابن زياد .

قلت : هذا الفرق هو الذي وقع في الصحاح وقد ذكرناه . وقرأ أبو رجاء والحسن وأبو الأشهب والأعرج وأبو جعفر وشيبة " فكهين " بغير ألف ، ومعناه أشرين بطرين . قال الجوهري : فكه الرجل ( بالكسر ) فهو فكه إذا كان طب النفس مزاحا . والفكه أيضا الأشر البطر . وقرئ " ونعمة كانوا فيها فكهين " أي أشرين بطرين . و " فاكهين " أي ناعمين . القشيري : " فاكهين " لاهين مازحين ، يقال : إنه لفاكه أي مَزَّاح . وفيه فكاهة أي مزح . الثعلبي : وهما لغتان كالحاذر والحذر ، والفاره والفره . وقيل : إن الفاكه هو المستمتع بأنواع اللذة كما يتمتع الآكل بأنواع الفاكهة . والفاكهة : فضل عن القوت الذي لا بد منه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ} (27)

ولما كان ذلك قد يكون بتعب صاحبه{[57498]} فيه ، دل على أنه كان بكد غيرهم وهم في غاية الترف ، وهذا هو الذي حملهم على اتباع من كان يكفيهم{[57499]} ذلك حتى أداهم إلى الغرق قال : { ونعمة } هي بفتح النون اسم للتنعم بمعنى الترفه والعيش اللين الرغد ، وأما التي بالكسر فهي الإنعام { كانوا فيها } أي دائماً { فاكهين * } أي فعلهم في عيشهم فعل المترفه لا فعل من يضطر إلى إقامة نفسه .


[57498]:من مد، وفي الأصل و ظ: إنسان.
[57499]:من مد، وفي الأل و ظ: يكفهم.