في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب  
{فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرۡعَوۡنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبِينَ} (41)

10

ثم يجيء مشهد السحرة بحضرة فرعون قبل المباراة ؛ يطمئنون على الأجر والمكافأة إن كانوا هم الغالبين ؛ ويتلقون من فرعون الوعد بالأجر الجزيل والقربى من عرشه الكريم !

فلما جاء السحرة قالوا لفرعون : أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ? قال : نعم ، وإنكم لمن المقربين . .

وهكذا ينكشف الموقف عن جماعة مأجورة يستعين بها فرعون الطاغية ؛ تبذل مهارتها في مقابل الأجر الذي تنتظره ؛ ولا علاقة لها بعقيدة ولا صلة لها بقضية ، ولا شيء سوى الأجر والمصلحة . وهؤلاء هم الذين يستخدمهم الطغاة دائما في كل مكان وفي كل زمان .