تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا ٱلظُّلُمَٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ} (20)

{ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ } فكما أنه من المتقرر عندكم ، الذي لا يقبل الشك ، أن هذه المذكورات لا تتساوى ، فكذلك فلتعلموا أن عدم تساوي المتضادات المعنوية أولى وأولى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَا ٱلظُّلُمَٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ} (20)

مضمن هذه الآية طعن على الكفرة وتمثيل لهم بالعمى والظلمات وتمثيل المؤمنين بآرائهم بالبصراء والأنوار ، وقوله { ولا النور } ودخول { لا } فيها وفيما بعدها إنما هو على نية التكرار كأنه قال { ولا الظلمات } والنور ، { ولا النور } ولا الظلمات ، فاستغنى بذكر الأوائل عن الثواني ودل مذكور الآية على متروكه{[9711]} .


[9711]:عقب أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط" على كلام ابن عطية هذا بعد أن نقله بقوله:"وما ذكر غير محتاج إلى تقديره؛ لأنه إذا نفى استواء الظلمات والنور فأي فائدة في تقدير نفي استوائهما ثانيا وادعاء محذوفين؟ وأنت تقول: ما قام زيد ولا عمرو، فتؤكد بـ(لا) معنى النفي فكذلك هنا". وكأن هذا الاعتراض منصب على التقدير، لأن أبا حيان عاد بعد قليل فقال:"وكرر(لا) لتأكيد المنافاة، فالظلمات تنافي النور وتضاده، والظل والحرور كذلك، والأعمى والبصير ليسا كذلك؛ لأن الشخص الواحد قد يكون بصيرا ثم يعرض له العمى، فلا منافاة إلا من حيث الوصف، والمنافاة بين الظل والحرور دائمة، ولهذا أكدها بالتكرار، وكذلك المنافاة بين الأحياء والأموات أتم، من حيث أن الجسم الواحد يكون محلا للحياة ثم يصير محلا للموت، أما الأعمى والبصير فقد يشتركان في إدراك شيء ما"، ومعنى هذا أن أبا حيان يعلل تكرار(لا) بتأكيد المنافاة.

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَا ٱلظُّلُمَٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ} (20)

ثم شبه الكفر بالظلمات في أنه يجعل الذي أحاط هو به غير متبيّن للأشياء ، فإن من خصائص الظلمة إخفاء الأشياء ، والكافر خفيت عنه الحقائق الاعتقادية ، وكلما بينها له القرآن لم ينتقل إلى أجلى ، كما لو وصفت الطريق للسائر في الظلام .

وجي في { الظلمات } بلفظ الجمع لأنه الغالب في الاستعمال فهم لا يذكرون الظلمة إلا بصيغة الجمع . وقد تقدم في قوله : { وجعل الظلمات والنور } في الأنعام ( 1 ) .