و «لا » في قوله : { وَلاَ الظلمات } إلى آخره مكررة لتأكيد النفي{[45221]} وقال ابن عطية : دخول «لا » إنما هو على نية التكرار كأنه قال : ولا الظلمات والنور ولا النور{[45222]} والظلمات فاستغنى بذكر الأوائل عن الثَّوَانِي ودل مذكور الكلام على متروكه ؟ قال أبو حيان : وهذا غير محتاج إليه لأنه إذا نفي استواؤهما أولاً فأي فائدة في نفي{[45223]} استوائهما ثانياً ؟ وهو كلام حسن إلا أن أبا حيان هنا قال : فدخول «لا » في النفي لتأكيد معناه{[45224]} كقوله : { وَلاَ تَسْتَوِي الحسنة وَلاَ السيئة } [ فصلت : 34 ] وللناس في هذه الآية قولان :
والثاني : أنها غير مؤكدة إذ يراد بالحسنة الجنس وكذلك السَّيِّئة فكل واحد منهما متفاوت في جنسه لأن الحسنات درجات متفاوتة وكذلك السيئات{[45225]} وسيأتي تحقيق هذا إن شاء الله تعالى . فعلى هذا يمكن أن يقال بهذا هنا{[45226]} في الظاهر ؛ إذ المراد مقابلة هذه الأجناس بعضها ببعض لا مقابلة بعض أفراد كل جنس على حدته ويرجح هذا الظاهر التصريح بهذا في قوله أولاً : { وَمَا يَسْتَوِي الأعمى والبصير } حيث لم يكررها وهذا من المواضع الحسنة المفيدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.