تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (17)

ثم يقال لهم توبيخا وتقريعًا : هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } فذكر لهم ثلاثة أنواع من العذاب : عذاب الجحيم ، وعذاب التوبيخ ، واللوم .

وعذاب الحجاب من رب العالمين ، المتضمن لسخطه وغضبه عليهم ، وهو أعظم عليهم من عذاب النار ، ودل مفهوم الآية ، على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة ، ويتلذذون بالنظر إليه أعظم من سائر اللذات ، ويبتهجون بخطابه ، ويفرحون بقربه ، كما ذكر الله ذلك في عدة آيات من القرآن ، وتواتر فيه النقل عن رسول الله .

وفي هذه الآيات ، التحذير من الذنوب ، فإنها ترين على القلب وتغطيه شيئا فشيئا ، حتى ينطمس نوره ، وتموت بصيرته ، فتنقلب عليه الحقائق ، فيرى الباطل حقًا ، والحق باطلًا ، وهذا من بعض{[1383]}  عقوبات الذنوب .


[1383]:- في ب/ من أعظم.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (17)

{ ثم يقال } أي تقول لهم الخزنة ، { هذا } أي هذا العذاب . { الذي كنتم به تكذبون . }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (17)

" ثم يقال " لهم أي تقول لهم خزنة جهنم " هذا الذي كنتم به تكذبون " رسل الله في الدنيا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (17)

ولما بين ما لهم من الفعل الذي هو للقلب والقالب ، أتبعه القول بالتوبيخ والتبكيت الذي هو عذاب النفس ، وبناه للمفعول لأن المنكىء سماعه لا كونه من معين ، وإشارة إلى أنه يتمكن من قوله لهم كل من يصح منه القول من خزنة النار ومن أهل الجنة وغيرهم لأنه لا منعة عندهم : { ثم يقال } أي لهم بعد مدة تبكيتاً وتقريعاً وتنديماً وتبشيعاً : { هذا } أي العذاب {[72221]}الذي هو حالّ بكم{[72222]} { الذي كنتم } أي بما لكم من الجبلات الخبيثة { به } أي خاصة لأن تكذيبكم بغيره بالنسبة إليه لما له من القباحة ولكم من الرسوخ فيه والملازمة له ( ؟ ) { تكذبون * } أي توقعون التكذيب به وتجددونه مستمرين عليه .


[72221]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72222]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.