{ كتاب مرقوم } ليس هذا تفسير السجين ، بل هو بيان الكتاب المذكور في قوله : { إن كتاب الفجار } أي هو كتاب مرقوم ، أي هو كتاب مرقوم ، أي مكتوب فيه أعمالهم مثبتة عليهم كالرقم في الثوب ، لا ينسى ولا يمحى حتى يجازوا به . وقال قتادة ومقاتل : رقم عليه بشر كأنه علم بعلامة يعرف بها أنه كافر . وقيل : مختوم ، بلغة حمير .
ثم فسره فقال : " كتاب مرقوم " أي مكتوب كالرقم في الثوب ، لا ينسى ولا يمحى . وقال قتادة : مرقوم أي مكتوب ، رقم لهم بشر ، لا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد . وقال الضحاك : مرقوم : مختوم ، بلغة حمير . وأصل الرقم : الكتابة . قال :
سأرقُمُ في الماء القَرَاحِ{[15850]} إليكم *** على بعدِكم إن كان للماءِ رَاقِمُ
وليس في قوله : " وما أدراك ما سجين " ما يدل على أن لفظ سجين ليس عربيا ، كما لا يدل في قوله : " القارعة ما القارعة . وما أدراك ما القارعة " [ القارعة : 1 ] بل هو تعظيم لأمر سجين ، وقد مضى في مقدمة الكتاب - والحمد لله - أنه ليس في القرآن غير عربي .
ولما أتم ما{[72179]} أراد من وصفه ، أعرض عن بيانه إشارة إلى أنه من العظمة بحيث {[72180]}أنه يكل عنه{[72181]} الوصف ، واستأنف أمر الكتاب المسجون فيه فقال محذراً منه مهولاً لأمره : { كتاب } أي عظيم لحفظه النقير والقطمير { مرقوم * } أي مسطور بين الكتابة كما تبين الرقمة البيضاء في جلد الثور الأسود ، ويعلم كل من رآه أنه غاية في الشر ، وهو كالرقم في الثوب والنقش في الحجر لا يبلى ولا يمحى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.