تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

{ 25 - 28 } { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }

أي : أما امتننا{[1326]}  عليكم وأنعمنا ، بتسخثير الأرض لمصالحكم ، فجعلناها { كِفَاتًا } لكم .


[1326]:- في ب: أمامننا.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

ولما دل بابتداء الخلق على تمام قدرته ، أتبعه الدلالة بانتهاء{[70891]} أمره وأثنائه وما دبر فيهما من المصالح فقال : { ألم نجعل } أي نصير بما سببنا بما لنا من العظمة { الأرض كفاتاً * } أي وعاء قابلة لجمع{[70892]} ما يوضع فيها وضمه جمعاً فيه-{[70893]} فتك وهدم ، وهو اسم لما يكفت من الحديد مثلاً أي يغلف بالفضة ويضم ويجمع ، كالضمام والجماع لما يضم ويجمع ، أو{[70894]} هو مصدر نعت به أو جمع كافتة ، كصائمة وصيام أو جمع كفت وهو الوعاء ، ولو شئنا لجعلناها ناشرة لكم إذا وضعتم فيها كما تنشر النبات ، وسنجعل ذلك إذا أردنا البعث ،


[70891]:من ظ و م، وفي الأصل: على انتهاء.
[70892]:من م، وفي الأصل و ظ: لجميع.
[70893]:زيد من ظ و م.
[70894]:من ظ و م، وفي الأصل "و".
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا} (25)

قوله : { ألم نجعل الأرض كفاتا } كفاتا ، منصوب على الحال{[4721]} والكفات ، الموضع الذي يكفت فيه شيء . أي يضم . كفته ، ضمّه إليه . وفي الحديث " اكفتوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفة " {[4722]} .

والمعنى : ألم نجعل الأرض ضامّة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها . وذلك من الكفت وهو الضم والجمع . أو ألم نجعل الأرض كفات أحيائكم وأمواتكم ، فتكفت أحياءكم في المساكن والمنازل ، أي تضمهم فيها وتجمعهم . وكذلك تكفت أمواتكم في بطونها في القبور فيدفنون فيها وهو قوله : { أحياء وأمواتا } .


[4721]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 487.
[4722]:مختار الصحاح ص 573.