تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } توكل إليه الأمور ، فيقوم بها ، وبما هو أصلح للعبد ، وذلك لعلمه بمصالح عبده ، من حيث لا يعلم العبد ، وقدرته على إيصالها إليه ، من حيث لا يقدر عليها العبد ، وأنه أرحم بعبده من نفسه ، ومن والديه ، وأرأف به من كل أحد ، خصوصًا خواص عبيده ، الذين لم يزل يربيهم ببره ، ويُدِرُّ عليهم بركاته الظاهرة والباطنة ، خصوصًا وقد أمره بإلقاء أموره إليه ، ووعده ، فهناك لا تسأل عن كل أمر يتيسر ، وصعب يسهل ، وخطوب تهون ، وكروب تزول ، وأحوال وحوائج تقضى ، وبركات تنزل ، ونقم تدفع ، وشرور ترفع .

وهناك ترى العبد الضعيف ، الذي فوض أمره لسيده ، قد قام بأمور لا تقوم بها أمة من الناس ، وقد سهل اللّه [ عليه ]{[687]}  ما كان يصعب على فحول الرجال وباللّه المستعان .


[687]:- زيادة من: ب.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

ولما كان الآدمي موضع الحاجة إلى{[55011]} تعظيم الترجية قال : { وتوكل } أي دع الاعتماد على التدبير في أمورك واعتمد فيها { على الله } المحيط علماً وقدرة ، ولتكرير هذا الاسم الأعظم{[55012]} الجامع لجميع معاني الأسماء في هذا المقام شأن لا يخفى كما أشير إليه .

ولما كان التقدير : فإنه يكفيك في جميع ذلك ، عطف عليه قوله : { وكفى بالله } أي الذي له الأمر كله على الإطلاق { وكيلاً * } أي إنه لا أكفى منه لكل من وكله في أمره ، فلا تلتفت في شيء من أمرك إلى شيء غيره{[55013]} لأنه ليس لك قلبان تصرف كلاً منهما إلى واحد .


[55011]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أن.
[55012]:زيد من ظ وم ومد.
[55013]:زيد من ظ وم ومد.