تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ فِي جَنَّـٰتٖ مُّكۡرَمُونَ} (35)

{ أُولَئِكَ } أي : الموصوفون بتلك الصفات { فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ } أي : قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون .

وحاصل هذا ، أن الله وصف أهل السعادة والخير بهذه الأوصاف الكاملة ، والأخلاق الفاضلة ، من العبادات البدنية ، كالصلاة ، والمداومة عليها ، والأعمال القلبية ، كخشية الله الداعية لكل خير ، والعبادات المالية ، والعقائد النافعة ، والأخلاق الفاضلة ، ومعاملة الله ، ومعاملة خلقه ، أحسن معاملة من إنصافهم ، وحفظ عهودهم وأسرارهم{[1233]} ، والعفة التامة بحفظ الفروج عما يكره الله تعالى .


[1233]:- في ب: وحفظ حقوقهم وأمانتهم.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ فِي جَنَّـٰتٖ مُّكۡرَمُونَ} (35)

أي : مكرمون بأنواع الملاذ والمسار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ فِي جَنَّـٰتٖ مُّكۡرَمُونَ} (35)

ولما أُجريت عليهم هذه الصفات الجليلة أخبر عن جزائهم عليها بأنهم مُكرمون في الجنة .

وجيء باسم الإشارة للتنبيه على أنهم استحقوا ما بعد اسم الإشارة من أجْل ما سبَق قبل اسم الإشارة كما تقدم في قوله تعالى : { أولئك على هدى من ربهم } في سورة البقرة ( 5 ) .

والإِكرام : التعظيم وحسن اللقاء ، أي هم مع جزائهم بنعيم الجنات يكرمون بحسن اللقاء والثناء ، قال تعالى : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [ الرعد : 23 ، 24 ] وقال { ورضوان من الله أكبر } [ التوبة : 72 ] .

وهذا يقتضي أن يكون قوله : { في جنات } خبراً عن اسم الإِشارة وقوله { مكرمون } خبراً ثانياً .