وقوله : { أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } أي : أو منعهم من اتباع الحق ، أن رسولهم محمدا صلى الله عليه وسلم ، غير معروف عندهم ، فهم منكرون له ؟ يقولون : لا نعرفه ، ولا نعرف صدقه ، دعونا حتى ننظر حاله ونسأل عنه من له به خبرة ، أي : لم يكن الأمر كذلك ، فإنهم يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة تامة ، صغيرهم وكبيرهم يعرفون منه كل خلق جميل ، ويعرفون صدقه وأمانته ، حتى كانوا يسمونه قبل البعثة " الأمين " فلم لا يصدقونه ، حين جاءهم بالحق العظيم ، والصدق المبين ؟ .
ثم قال منكرا على الكافرين من قريش : { أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } أي : أَفَهُمْ{[20601]} لا يعرفون محمدًا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم ، أفيقدرون{[20602]} على إنكار ذلك والمباهتة فيه ؟ ولهذا قال جعفر بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، للنجاشي ملك الحبشة : أيها الملك ، إن الله بعث إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته . وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل ، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته ، وكانوا بعد كفارًا لم يسلموا ، ومع هذا ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك .
{ أم لم يعرفوا رسولهم } بالأمانة والصدق وحسن الخلق وكمال العلم مع عدم التعلم إلى غير ذلك مما هو صفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . { فهم له منكرون } دعواه لأحد هذه الوجوه إذ لا وجه له غيرها ، فإن إنكار الشيء قطعا أو ظنا إنما يتجه إذا ظهر امتناعه بحسب النوع أو اشخص أبو ببحث عما يدل عليه أقصى ما يمكن فلم يوجد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.